للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«وجاء ربك» يقولون: لا الله ما يجيء لا بيروح ولا بيجيء لماذا؟ لأنه ربنا لا يوصف بالحركة، لكن نحن نقول نحن ما بنقول: ربنا بيتحرك؛ لأنه صفة بيتحرك أو ما بيتحرك هذه ما هي مذكورة في القرآن ولا في السنة، لكن مذكور صراحة بأنه جاء وبأنه ينزل، فإذا كان هم يفسروا جاء يعني: بالحركة فنحن ما نفسر هكذا، لكن ما ننكر المجيء، ما نقول: جاء ربك أي: أمر ربك، وما نقول: ينزل ربنا أي: رحمته، عرفت كيف؟ فيمكن أنت دخلت عليك الشبهة من قولنا نحن ما نقول نحن ربنا يتحرك.

مداخلة: ونثبت المجيء؟

الشيخ: نعم. لكن بالمقابل نثبت المجيء، هذه تشبه قضية أخرى.

الحركة نسبتها إلى الله لم ترد لا سلباً ولا إيجاباً، واضح إلى هنا: يشبه هذا لفظة أخرى تتعلق بالعلو الإلهي: هل يجوز أن نقول: الله في جهة؟ ابن تيمية له كلام وجيه في هذه القضية قال: نحن لا نقول بأن الله في جهة، ولا نقول: بأنه ليس في جهة؛ لأنه لفظة الجهة لم ترد لا سلباً ولا إيجاباً، لكن إذا قيل لنا كما قيل لنا ... : إنه أنت لما تقولون: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه:٥) أي: استعلى معنى [ذلكم]: جعلتموه في جهة، وَوَصْفُ الله بأنه في جهة، هذا لا يليق بالله عز وجل؛ لأنه الجهة من صفة المخلوقين، فابن تيمية يقول: هذا الذي يقول بالجهة أو بينفيها نسأله هذا الذي يقول بالجهة ماذا تعني بهذه الكلمة؟ إذا قال: الله في جهة يعني: في جهة العلو كما وصف به نفسه ما لنا سبيل في الإنكار عليه (١): [انقطاع].


(١) انقطع الصوت هنا، وظاهرٌ من السياق أن الشيخ نقل هنا تفصيل شيخ الإسلام المعروف في المسألة ...

<<  <  ج: ص:  >  >>