والذهبي والخِرقي والمنذري والعراقي وابن ناصر الدين الدمشقي، وأضيف الآن إليهم الحافظ ابن حجر في كتابه الذي طبع حديثاً "الإمتاع"(ص٦٢ - ٦٣) حتى قال في معناه شعراً:
إن من يرحم من في الأرض قد ... آن أن يرحمه من في السما
فارحم الخلق جميعاً إنما ... يرحم الرحمن فينا الرحما
ومن المتأخرين الذين صححوا هذا الحديث الشيخان الغماريان: أحمد الغماري في كتابه "فتح الوهاب بتخريج أحاديث الشهاب"(١/ ٤٥٩) وقال:
"وقد رويناه من طرق متعدده".
ونقل تصحيح الترمذي والحاكم وأقرهما.
والغماري الآخر الشيخ عبد الله الذي صحح الحديث في كتابه الذي أسماه "الكنز الثمين"، فإنه أورده فيه برقم (١٨٦٧)، وقد ذكر في مقدمته أن كل ما فيه صحيح، وهو أخو الشيخ أحمد الغماري، وهو أصغر منه سنًّا وعلماً، وهما ممن يُجِلُّهما السقاف ويقلدهما تقليداً أعمى، وإذا ذكر أحدهما قال فيه:"سيدي"!
فما عسى أن يقول المسلم المنصف في مثل هذا الرجل الذي يخالف أولئك الحفاظ ويسلك غير سبيلهم، بل ويخالف شيخه وسيده - على حد تعبيره - عبد الله الغماري؟! لا شك أنه في ضلال مبين. هذا أولاً.
وثانياً: هذا الحديث فيه جملتان مباركتان:
الأولى:"ارحموا من في الأرض"، وشواهده كثيرة جداً عن جمع من الصحابة؛ استوعبهم الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي في مجلسة المشار إليه