للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في تفسيرها قولان: قول للسلف وقول للخلف، السلف يقولوا: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه:٥) أي: استعلى، ولذلك نحن نقول: في كل سجود: سبحان ربي الأعلى، تطبيقًا لقوله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} (الأعلى:١).

القول الثاني: هو الذي قاله الشيخ الشعراوي: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه:٥) يعني: استولى، هذا التأويل من أبطل الباطل، لماذا؟ لأنه يُصوِّر هذا المعنى أن هناك مغالبة بينه وبين غيره، لكن الله تغلب عليه فاستولى على ملكه، وهل يقول بهذا مسلم؟ أنت تفهمني جيدًا؟

مداخلة: نعم.

الشيخ: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه:٥) فسره بمعنى: استولى، فمن كان مستوليًا عليه من قبل؟ أخالق مع الله حاشا لله تبارك وتعالى، ثم جاءت الأخرى كما يقال وهي: ضغث على إبَّالة، لما صارحه بالسؤال السابق: أين الله؟ انتفض وقف شعره وقال: هذا ما يجوز توجيه مثل هذا السؤال علمًا أن هذا السؤال صدر من الرسول عليه الصلاة والسلام وفي أصح الأحاديث التي رواها الإمام مسلم في صحيحه، لعلك تسمع أن أصح الكتب بعد القرآن صحيح البخاري وصحيح مسلم؟ تسمع هذا ولا بد، طيب! الحديث الذي سأذكره مروي في صحيح مسلم، ترى! هذا الرجل الفاضل الشعراوي الذي أخذ بمجامع قلوب الناس لا شك أنه أحد رجلين بالنسبة لهذا الحديث الذي سأذكره، إما أن يكون على علم به فجحده، وأن يكون على جهل به فلم يقل به، وكما يقال: أحلاهما مر، يعني: إن كان عرف وحاد هذا أخطر مما لو لم يعرف، مع ذلك كونه لم يعرف قد يقال هذا بالنسبة لعامة الناس، أما بالنسبة لشخص يتولى إرشاد العالم الإسلامي كله وتوجيهه هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>