للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبيح جدًا أن نتصور نحن بأنه لم يطرق سمعه هذا الحديث الصحيح، ما هو هذا الحديث الصحيح؟

الآن أرجو الانتباه: هي قصة طويلة لكن أريد أن آخذ منها ما يناسب المقام الآن، رجل من أصحاب الرسول عليه السلام اسمه: معاوية بن الحكم السلمي، جاء إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال له يا رسول الله! لي جارية ترعى غنمًا لي في أحد في المدينة، فسطا الذئب يومًا على غنمي، وأنا بشر أغضب كما يغضب البشر فصككتها صكة، يعني: صفعها صفعة في خدها، قال معاوية هذا: وعلي يا رسول الله عتق رقبة، يستفسر ويستوضح من الرسول هل يجزي عنه أن يعتق هذه الجارية؛ لأنه ضربها بغير حق، سطا الذئب، الرجل ماذا يفعل مع الذئب فضلًا عن الجارية؟ فهو ندمان على تلك الصفعة أو الصكة كما قال هو، فقال له عليه السلام: «ائت بها»، فلما جاءت، قال لها: أين الله! هنا الشاهد، قال لها رسول الله: «أين الله؟ قالت: في السماء، قال: فمن أنا؟ قالت: أنت رسول الله، فالتفت إلى سيدها وقال لها: اعتقها فإنها مؤمنة» ومن الذي قال: أين الله؟ رسول الله، وأجابت الجارية بأن الله في السماء.

الشعراوي وأمثاله كثير من علماء الأزهر لا يؤمنون بأن الله في السماء مع أن كل مسلم يقرأ قوله تعالى في سورة تبارك سورة الملك: {أَأَمِنتُمْ مَنْ في السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ،* أَمْ أَمِنتُمْ مَنْ في السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} (الملك: ١٦ - ١٧) فالجارية من هذه الحيثية أعلم من الشعراوي وأمثاله؛ لأنها استطاعت أن تجيب الجواب الذي شهد بسببه رسول الله لها بأنها مؤمنة، وبناًء على ذلك قال لسيدها: اعتقها فإنها مؤمنة، شهدت بأن الله

<<  <  ج: ص:  >  >>