للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في السماء، أي: عاليًا، وليس كما يقول كثير من أمثال الشعراوي وغيره، وهذه عبارة مشهورة بين عامة الناس وستذكرها، ... ماذا يقول؟ الله موجود في كل مكان، الله موجود في كل الوجود هذا كفر، لكن الناس كما قال تعالى: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} (الأعراف:١٨٧) لماذا كفر؟ لأنه مخالف أولًا لما سبق أن ذكرنا من مثل قوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه:٥) وبمثل حديث الجارية هذه: «أين الله؟ قالت: في السماء» إيمانًا بما جاء في سورة تبارك.

والأحاديث والآيات كثيرة وكثيرة جدًا كمثل قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «ينزل الله كل ليلة إلى سماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل فيقول: ألا هل من داٍع فأستجيب له،

ألا من هل من مستغفر فأغفر له، ألا هل من تائب فأعطيه» ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر، فنزول الله من السماء معناه أنه على السماء وليس في كل مكان كما يقول العوام.

هذا من جهة: فيه مخالفة للآيات وللأحاديث الصحيحة، من جهة أخرى: لو رجع العاقل المسلم متسائلًا: الله عز وجل أزلي لا أول له كما قال: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} (الحديد:٣) أما الخلق فله أول، كما قال عليه السلام: «أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب، قال: ما أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة» فقبل أن يخلق الله الخلق هل كان في مكان، وهم يقولون: الله في كل مكان؟ المكان لم يكن مع الله شريكًا له؛ لأن الله هو الذي أوجده وخلقه بكلمة: كن، كما قال عز وجل: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (يس:٨٢) فبكن: خلق السموات والأرض فكان الزمان وكان المكان، فما معنى هؤلاء الناس حينما يقولون: الله موجود في كل مكان، وقد كان الله ولا مكان، هل معنى

<<  <  ج: ص:  >  >>