للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هاتين الحقيقتين، وهما متنافيتان تماماً، الوجود الحق وهو الله، والوجود الممكن وهو الخلق، إما أن يعني هذا المعنى، حينئذ يقع في عقيدة أخرى غير وحدة الوجود وهي الحلول، تعرفون مثلاً بعض الطوائف الإسلامية يعتقدون بأن الله يَحِلُّ في بعض الأشخاص المعظَّمين بزعمهم، مثلاًَ بتشاهدوا هؤلاء العلويين والإسماعيليين، الإسماعيليين يمكن تقرأوا عنهم الشيء الكثير الذي كان الآغا تبعهم، كان كل سنة يوزن بوزن ذهب في أمريكا، فيعتقدوا أن هذا الإله يتقمصه، يحل فيه، هذا اسمه الحلول، هذا أخف من وحدة الوجود التي تكلمنا عليها آنفاً، وحدة الوجود شيء لا انفصال بعضه عن بعض، أما الحلول فالله منفصل وبائن عن خلقه كما يقول العلماء، لكن يحل ويتقمص بعض البشر -بزعمهم طبعاً- فإذا كان هذا الذي يقول: الله موجود في كل الوجود، يعني وجودين، فمعنى ذلك أن أحدهما حَلَّ في الآخر، فبدل ما يحل في شخص، حَلَّ في الكون كله، وهذا طبعاً كفر لا يشك في ذلك مسلم إطلاقاً، وإن كان يعني المعنى الأول (الله موجود

في كل الوجود) أي: لا خالق ولا مخلوق هناك، إنما هو شيء واحد، فهذا

أكفر وأكفر.

ترى هؤلاء المسلمين الذين يصومون معنا، ويصلون معنا، ونقتدي وراءهم .. الخ، لما يقول قائلهم: الله موجود في كل الوجود، ترى يعني أحد المعنيين؟! هل يعني الوحدة المطلقة عند الصوفية، أي: لا خالق ولا مخلوق، أو يعني الحلول، أن الله خلق الكون ثم حَلَّ فيه، ما أعتقد أن مسلماً يعتقد هذه العقيدة أو تلك.

إذاً: لماذا يقولون هذه الكلمة، لماذا لا يتأدبون بأدب الرسول عليه السلام

<<  <  ج: ص:  >  >>