للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي يقول: «لا يقولنَّ أحدُكُم: خَبُثَت نفسي، ولكن: لَقِسَت» (١). معنى خبثت هي: لَقِسَت، ولَقِسَت هي خَبُثَت، لكن الرسول أراد منا أن نتحدث عن أنفسنا بألفاظٍ لطيفةٍ، وإن كان المعنى هو نفسه، فما بالنا نحن حينما نتحدث عن

ربنا تبارك وتعالى، في هذه الحالة لا يجوز أن نتكلم بكلمة توهم الكفر وتوهم الضلال.

حينما يُطْرَحُ مثل هذا البحث، كثيراً ما يقول أكثر الجالسين في الواقع ينتبهوا وكأنهم كانوا في غفلة، لكن بعضهم بيقولك نحن لا نقصد أن الله تبارك وتعالى بذاته حالل في مخلوقاته كلها، ونحن ما قلنا إنهم يقصدون هذا؛ لأنهم إن قصدوا هذا، هذا بحث ثاني، يكون كفر، لكن نحن بحثنا في تهذيب الألفاظ.

إذاً: ماذا تقصدون الله موجود في كل الوجود؟ يعني علمه.

جميل جداً، الله بعلمه بلا شك محيطٌ وهو بكل شيء محيطٌ تبارك وتعالى، لكن التعبير إذاً: خطأ، تريد أن تقول تتحدث عن علم الله، فتقول: {أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} (الطلاق:١٢)، نص في القرآن الكريم {أحاط بكل شيء علماً}، {لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء} لا تقول: (الله) الذي هو عبارة عن الذات الإلهية المتصفة بكل صفات الكمال، والمنزهة عن كل صفات النقصان، لا تقل: الله موجود في كل مكان، الله موجود في كل الوجود، لكن تقول: أحاط بكل شيء علماً.

فهذا البحث إذاً كان في سبيل إصلاح الألفاظ. فإذاً وضح ما قصدت إليه، مِنْ


(١) "البخاري" (رقم٥٨٢٥) ومسلم (رقم٦٠١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>