للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله كلهم على وتيرة واحدة، فلو أن الإنسان يريد البحث للبحث، وللوصول إلى الحقيقة، ما دام أنك تشهدي بأن الجارية أجابت بهذا الجواب لأنها تعرف هذا المعنى الصحيح من الآية، أنت عالمة فأجيبي نفس الجواب، لماذا تخالفين الجواب وتقولي: لا يجوز أن نقول أن الله في كل مكان، ولا يجوز أن نقول الله ليس في مكان.

مداخلة: هي تقول لا يجوز أن نقول أن الله ليس في مكان.

الشيخ: هذا رأي الخبيث هذا، هذه بدعة لفظية جديدة، هذه تساوي -والشيء بالشيء يذكر، لعل في ذلك فائدة إن شاء الله-، لعلكم تذكرون بأن ابن تيمية الله يجزيه عن الإسلام خيراً يقول: لا يجوز أن نقول إن الله في جهة وإن الله ليس في جهة، لا نقول الله في جهة ولا نقول الله ليس في جهة، إلا بعد أن نفهم ماذا يقصد الذي ينفي وماذا يقصد الذي يثبت؛ لأن الذي يقول الله في جهة قد يقصد جهة من الجهات المعروفة عندنا أي أنه في مكان مخلوق، وهذا لا يجوز ولا يليق بالله عز وجل، والذي يقول إن الله ليس في جهة يمكن يعني نفى صفة العلو للعلي الأعلى، فحينئذ يكون مخطئاً، أما الذي يقول إن الله ليس في جهة، أي له صفة العلو على خلقه جميعاً، فنحن نقبل منه هذا المعنى، ولكن نرفض اللفظ؛ لأنه مشكوك بالقصد، كذلك العكس بالعكس، هذا الخبيث جاء بفن جديد الآن، هو لا يقول الله في كل مكان لأنه لا يستطيع أن يجادل السلفيين حينما يقولون الله في كل مكان، أي عقل يرضى بربه أن يحشره في الكهاريج والمراحيض تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.

إذاً: نحن ندوبل على السلفيين ونقول لا يجوز أن نقول إن الله في مكان، فإذاَ

<<  <  ج: ص:  >  >>