أنه الآن على ما عليه كان؛ غني عن المكان الكوني المخلوق نقول لهم: أصبتم، أما إن كانوا يعنون بهذه العبارة وهو الذي يقصده هؤلاء: أن الله عز وجل ليس له صفة العلو على العرش حيث جاءت في القرآن الكريم بلفظ: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}(الأعراف:٥٤) فإذا أرادوا نفي هذا الاستواء الذي جاء التصريح به في القرآن، نقول: أبطلتم مرتين، المرة الأولى: أنكم قصدتم معنىً يخالف الشريعة، والمعنى الثاني: أنكم ألحقتم بالحديث جملة لا أصل لها؛ لأن الحديث الذي ذكرناه آنفاً في صحيح البخاري:«كان الله ولا شيء معه» انتهى، نقطة فاصلة قوية جداً الحديث إلى هنا، ثم هم زادوا عليه زيادة باطلة سنداً ومعنىً، أما سنداً فلأنها لا وجود لها في شيء من كتب الحديث إطلاقاً، «وهو الآن على ما عليه كان» زيادة باطلة سنداً وباطلة أيضاً معنىً بالمعنى السلبي.