للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العلو، فإذا أثبتنا صفة العلو وسمو هذه الصفة بأنها جهة لله قلنا: لا بأس، لكن من نفى أن لله هذه الصفة ففيه كل البأس.

ولكننا مع ذلك سواء فيما يتعلق بالمكان إثباتاً ونفياً، أو ما يتعلق بالجهة إثباتاً ونفياً، أو ما يتعلق - وهذا ترونه في كتب علم الكلام - إثباتاً ونفياً أيضاً وهي: إثبات الحد لله تعالى أو نفيه كل هذه الألفاظ الثلاثة من المكان والجهة والحد لا نستعمله إطلاقاً لا بمعنى الإثبات ولا بمعنى النفي، نحن لا نستعمله؛ لأن ذلك لم يرد في الكتاب ولا في السنة إلا أننا نتحفظ مع الناس الذين قد يستعملون لفظاً من هذه الألفاظ الثلاثة لا نسارع في الإنكار عليهم ابتداءً وإنما نسأله ماذا تعني؟ فإن أعنى معنىً أثبتته الشريعة قلنا: أصبت في المعنى وأخطأت في اللفظ، وإن قصد بمعنى ذلك اللفظ معنىً يخالف الشرع نقول له: أخطأت مرتين، المرة الأولى وهي الأخطر: أنك عنيت بهذا اللفظ معنىً أثبته الشرع فنفيته، والشيء الثاني: أنك ابتدعت لفظاً استعملته في نفيه عن الله عز وجل وذلك يستلزم نفي ما أثبته في الكتاب وفي السنة.

هذا جواب ذاك السؤال ولعله واضح إن شاء الله.

مداخلة: هناك شيء في صلب الموضوع يعني.

الشيخ: تفضل.

مداخلة: يقولون: إن الله كان ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان، ويوردون كلمة في معنى ذلك ينسبونها إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

الشيخ: جواب هذا السؤال تماماً كما سبق: إذا قالوا - وهذا كلام صوفي نعرفه قديماً -: كان الله ولا شيء معه وهو الآن على ما عليه كان، إن كانوا يُعْنُون

<<  <  ج: ص:  >  >>