مسعود، ولذلك جزم ابن عبد البر في "التمهيد"(٧/ ١٢٩) بتواتره.
ونحو هذا الحديث في النكارة؛ ما أخرجه أحمد (٤/ ٢٢) من طريق علي بن زيد، عن الحسن، عن عثمان بن أبي العاص مرفوعاً بلفظ:"ينادي مناد كل ليلة: هل من داع فيستجاب له، هل من سائل فيعطى، هل من مستغفر فيغفر له؟ حتى ينفجر الفجر".
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ الحسن هو البصري، وهو مدلس وقد عنعنه.
وعلي بن زيد - وهو ابن جدعان -؛ ضعيف.
ولفظه هذا أقل نكارة من الأول؛ لأنه ليس فيه ذكر آمر ومأمور، بل قوله:"ينادي ... "؛ لا ينافي أن يكون هو الله تبارك وتعالى كما في الروايات الصحيحة، بل هذا هو الذي ثبت عن ابن جدعان نفسه في رواية عنه، أخرجها ابن خزيمة في "التوحيد"(ص ٨٩) من طريق حماد بن سلمة عنه. ومن هذا الوجه أخرجه أحمد، فالظاهر أن ابن جدعان - لسوء حفظه - كان الحديث عنده غير مضبوط لفظه، فكان يرويه تارة باللفظ المحفوظ، وتارة باللفظ المنكر.
ثم رأيت للحديث طريقاً آخر، خرجته في "الصحيحة"(١٠٧٣).
واعلم أن الذي حملني على تخريج هذا الحديث في هذا الكتاب أمران اثنان:
الأول: أني رأيت الحافظ ابن حجر - عفا الله عنا وعنه - قد ساقه من الطريقين: طريق النسائي عن الأغر ... ، وطريق أحمد عن عثمان بن أبي العاص؛ مُقوِّياً به تأويل بعض النفاة لنزول الرب سبحانه وتعالى تأويلاً منكراً، ينافي سياق كل الطرق الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، فقال في "الفتح"(٣/ ٢٥): "وقد حكى أبو بكر