للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن منا أقوام يتطيرون، قال: «فلا يصدنكم».

انظروا لم يقل لهم: لا تتطيروا، وإنما قال لهم: «لا يصدنكم» أي: إذا

تطيرتم فامضوا فيما كنتم أنتم ماضون فيه ولا ترتدوا على أعقابكم لسبب طيرة عرضت عليكم.

كلمة التطير اشتقت من الطير، كان الجاهلي إذا عزم على السفر وخرج فأول طير يراه يطير، طير حيوان يخاف من الإنسان، فإما أن يطير يميناً أو يساراً، فإن طار هذا الحيوان يميناً هذا الإنسان .. يتفائل، فإن طائر يساراً يتشاءم، ويرتد إلى داره ولا يسافر.

قال إن منا أقواماً يتطيرون، «قال فلا يصدنكم» حيوان هذا كيف يعرف الخير في المستقبل أم شر، امض فيما خرجت إليه.

قال إن منا أقواماً يأتون الكهان، قال: «فلا تأتوهم».

قال: إن منا أقواماً يخطون، أي: الضرب بالرمل، قال: «قد كان نبي من الأنبياء، فمن وافق خطُّه خطَّه فذاك».

هذا كما يقول العلماء تعليق بالمحال، يقول عليه الصلاة والسلام جواباً عن ذاك السؤال: قد كان نبي من الأنبياء قبلي معجزة له يخط بالرمل، فيطلع على بعض المغيبات بواسطة الرمل، فمن وافقه خطه من هؤلاء الكهان والمنجمين خط ذلك النبي الكريم فذاك أي المصيب، وهيهات أن يوافق خط الدجال خط النبي الصادق الأمين.

الآن يأتي الشاهد، قال: يا رسول الله! عندي جارية ترعى غنماً لي في أحد، عند جبل أحد في المدينة، فسطا الذئب يوماً على غنمي، وأنا بشر أغضب كما

<<  <  ج: ص:  >  >>