للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يغضب البشر فصككتها صكة، وعلي عتق رقبة، فقال عليه السلام له: ائت بها، فلما جاءت إليه قال لها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وهنا الشاهد: «أين الله؟ قالت: في السماء. قال لها: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، فالتفت إلى سيدها وقال له: اعتقها

فإنها مؤمنة».

شهد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لهذه الجارية التي كانت ترعى الغنم لسيدها ومن غفلتها وضعفها سطا الذئب على غنمها الأمر الذي أغضب سيدها فصكها، وصفعها تلك الصفعة على خدها، فامتحنها الرسول عليه السلام بهذين السؤالين: «أين الله؟» قالت: في السماء. قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله. قال لسيدها: «اعتقها».

أي: إذاً أعتقها فقد وفيت بنذرك؛ «فإنها مؤمنة».

الآن اسألوا الناس ليس عامة الناس، فإنكم تسمعون عامة الناس في مجالسهم يقولون: الله موجود في كل الموجود، الله موجود في كل مكان.

إذاً: الجارية التي كانت ترعى الغنم هي أفقه منهم.

ليت الأمر وقف أفقه من هؤلاء العامة الذين يتكلمون بهذه الجاهلية في مجالسهم، لو أنت سألت الدكاترة إلا من شاء الله وقليل ما هم، أين الله؟ قال لك: لا يجوز يا أخي هذا السؤال. الله في كل مكان. أو يقول لك: الله موجود في كل الوجود، أو يقول: ليس لله مكان.

هذا كله خلاف القرآن والسنة، والجارية التي نطقت حقاً إنما نطقت بآية من آيات الله الكثيرة بمعناها: {أَأَمِنتُمْ مَنْ في السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ، أَمْ أَمِنتُمْ مَنْ في السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} (الملك:١٦، ١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>