للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذاً: الجارية عرفت العقيدة الصحيحة فما بالنا نحن اليوم ما نعرف هذه العقيدة الصحيحة، الأمر يعود إلى شيئين اثنين، الشيء الأول الجهل بالسنة الصحيحة، والشيء الثاني أن الجماهير غفلت عن الأصل الثالث وهو على ما كان عليه السلف الصالح، وعلى ما كان السلف الصالح في الجواب عن سؤال أين الله، الجارية أجابت وأقرها الرسول عليه السلام وعلى هذا كان سلفنا الصالح كما قال الإمام عبد الله بن المبارك من كبار شيوخ إمام السنة أحمد بن حنبل رضي الله تعالى عنه ومن جاهد في سبيل الله عن العقيدة والسنة، قال عبد الله بن المبارك رحمه الله: الله تبارك وتعالى فوق عرشه بذاته ..

ليس في كل مكان كما يقول الجهلة.

الله تبارك وتعالى فوق عرشه بذاته، بائن من خلقه ..

ليس كما يقول الصوفية: الله مخالط للكون، وما الله في التمثال إلا كثلجة بها الماء، هذه عقيدة الصوفية القائلون بوحدة الوجود.

الله تبارك وتعالى فوق عرشه بذاته بائن من خلفه وهو معهم بعلمه.

فعلمه في كل مكان، أما الله عز وجل فكما قال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه:٥)، والآيات كثيرة، وبهذا القدر كفاية، فقد استطردت كثيراً لكن أرجو أن أكون قد أوضحت عن دعوتنا وعن الفرق بين دعوتنا ودعوة الآخرين الذين يشاركوننا، أما الذين لا يشاركوننا فلا نتحدث عنهم، الذين يشاركوننا في الدعوة إلى الكتاب والسنة، فنحن نختلف عنهم وهم يختلفون عنا أننا لا نرضى أن نفهم الكتاب والسنة إلا على ما كان عليه السلف الصالح وبذلك ننجو من أن ننحرف يميناً ويساراً كما ينحرف كثير ممن أيضاً ينتمون إلى الكتاب والسنة ..

" الهدى والنور" (٦٤٥/ ٢٣: ١٨: ٠٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>