للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"وقال ابن عساكر في " تبيين كذب المفتري ": لا يستبعدن جاهل كذب الأهوازي فيما أورده من تلك لحكايات، فقد كان من أكذب الناس فيما يدعي من الروايات في القراءات".

قلت لكن فوقه وكيع - وهو: ابن عُدس، ويقال: حدس ... وهو الصواب، كما حققته في "الظلال" (١/ ٢٠١)، وهو - مجهول لم يرو عنه غير يعلى بن عطاء، وقد سقط هذا من بين حماد بن سلمة ووكيع من "التاريخ" و"السير" أيضاً، فلعله من قبل الأهوازي. والله أعلم.

وأما حديث حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ مرفوعاً بلفظ: "رأيت ربي جعداً أمرد عليه حلة خضراء".

فهو خبر منكر - كما قال الذهبي في "السير" (١٠/ ١١٣) -، ولعل العلة تكمن في عنعنة قتادة، هذا إن لم يكن الحديث مختصراً من حديث الرؤيا الصحيح،- كما كنت ذهبت إليه في "الظلال" (١/ ١٨٨ - ١٨٩)، وهو مخرج هناك برقم (٣٨٨) -، وقد صححه البخاري والترمذي من حديث معاذ، وقد أخرجه أحمد (١/ ٣٦٨) من طريق أبي قلابة عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ بلفظ: "أتاني ربي عَزَّ وَجَلَّ الليلة في أحسن صورة - أحسبه يعني: في النوم -، فقال: ... " بذكر الحديث في اختصام الملأ الأعلى. ورجاله ثقات رجال الشيخين، لكن أبو قلابة فيه تدليس، لكن وصله الترمذي (٣٢٣٢) بذكر خالد بن اللجلاج بينه وبين ابن عباس، وحسَّن إسناده الترمذي بقوله: "حسن غريب من هذا الوجه".

وله شواهد كثيرة منها عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «إن الله تجلى لي في أحسن صورة، فسألني فيما يختصم الملأ الأعلى ... » الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>