وبعضها صحيح - كما تقدم عن البخاري والترمذي -، وأقره ابن كثير (٤/ ٤٣)، وصححه أبو زرعة أيضاً والضياء المقدسي في "المختارة".
وقد استغل بعض المبتدعة الضالين إيراد ابن الجوزي - عفا الله عنه- أحاديث الاختصام في كتابه "شُبَه التشبيه"، فانصاع المشار إليه لما أوهمه من تضعيفه إياه، فقال بعد [أن] عزاه لجمع من الحفاظ - منهم الترمذي مُصحِّحاً كما تقدم -، فعقب على التخريج بقوله (ص ١٤٨): "وذكره الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (١٠/ ١١٣ - ١١٤) وقال: وهو بتمامه في تأليف البيهقي، وهو خبر منكر، نسأل الله السلامة في الدين ... ".
وهذا تضليل عجيب للقراء، وافتراء خطير على الحافظ الذهبي رحمه الله.
فإنما عنى بقوله:"رأيت ربي جعداً أمرد ... " الحديث، وقد نقلت هناك (ص٧٢٥) استنكاره إياه، ومن خباثة هذا المضلل أنه حذف تمام كلام الذهبي وهو قوله:"فلا هو على شرط البخاري ولا مسلم، ورواته وإن كانوا غير متهمين، فما هم بمعصومين من الخطأ والنسيان".
ويؤيد ما ذكرت أنه ذكر نحو هذا في ترجمة حماد من "الميزان"، فقال عقب حديثه هذا:"فهذا من أنكر ما أتى به حماد بن سلمة، وهذه الرؤية رؤية منام إن صحت".
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية - في رده على الرافضي الذي اتهم أهل السنة بأن الله ينزل كل ليلة جمعة بشكل أمرد راكباً على حمار، قال الشيخ - في منهاج السنة" (١/ ٢٦١):