للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكرت قبل الشمس وقبل القمر، هذا أقوله، فإن صح فبها ونعمت، وإن لم يصح فأقل ما يقال: أنه لا يوجد في القرآن كما قلت آنفاً ولا في السنة ما ينفي هذه الحقيقة العلمية.

أما ما يقال أو ما يستدل به من الآيات كجعل الله عز وجل الجبال رواسي أن تميد بهم، وكالأرض بعد ذلك دحاها ونحو ذلك من الآيات فهي في الحقيقة لا تنهض لإبطال هذه الحقيقة العلمية الكونية من جهة، بل لعل بعضها تكون حجة على المستدلين بها، فجعل الله عز وجل الجبال أوتاداً كذلك كالأوتاد تشبيهاً بالأوتاد فهذا نص صريح بأن ذلك لا يمنع تحركها مطلقاً، وإنما يمنع تحرك الأرض تحركاً اضطرابياً، بحيث لا يتمكن الساكنون عليها من التمتع بما فيها بل من الحياة عليها، ذلك لأننا نعلم أن الرواسي بالنسبة للسفن لا تمنع حركتها مطلقاً، لكنها تمنع أن تفلت هكذا في خضم البحر فتضربها الأمواج يميناً وشمالاً، ثم يكون مصيرها الغرق، كذلك الأوتاد التي تضرب عادة للخيل ونحو ذلك من الدواب فهي لا تمنع أبداً أن تتحرك تحركاً في مدى محدود أراده ذاك الواتد إن صح التعبير وهو الذي ضرب الوتد للحيوان.

ونحن نرى في سوريا في بعض البساتين البساتين التي تُزرع فيها بعض الحشائش التي هي طعام للخيل وللبقر ونحو ذلك من الحيوانات يسمى عندنا في بلاد الشام بالفصة وربما يسمى عندكم بالبرسيم، هذا الذي يباع في المدينة حشيش أخضر أليس هو البرسيم؟

مداخلة: نعم.

الشيخ: هذا يزرع، فيأتي الفلاح حينما ينبت فيضرب وتداً لفرسه أو لبقرته،

<<  <  ج: ص:  >  >>