للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثابتة، لأن البشر يسكنون هذه الأرض في كل جوانبها، كما يقال اليوم في القطب الشمالي وفي القطب الجنوبي، فلو كانت هي كروية وثابتة كيف يثبت من كانوا في أسفل القطب الجنوبي بل ومن كان في طرفيها، لكنها لما كانت تدور بقدرة الله العجيبة الدوران الذي لا يجعل حياة المستوطنين أو الساكنين عليها مضطربة فهذا أمر يعني غاية الإعجاز الدالة على عظمة قدرة الله تبارك وتعالى.

وأنا أريد أن أُذكِّر بشيء يقرب هذا الشيء البعيد الذي لا يدخل في أذهان بعض الناس: (وأنا في ألبانيا كنت أجيراً في دكانة خال لي كان حلاقاً، فكان يأتيه زبون مثلاً فيطلب له قهوة فنجان قهوة، يأتي الكهوجي أو أجير القهوجة يأتي أجيره في القهوة أو القهوجي وفي يده صحن أو صينية تقولون صينية؟

مداخلة: نعم.

الشيخ: مثل هذه الصواني أكبر منها قليلاً، لكن هذه لها حاملة، يعني: ممكن أن نصورها هكذا .. ! هنا يضع إصبعه هنا ويمشي أولاً يده ويتسلى يعمل فيها هكذا، والفنجان على الصحن الصغير كما هي العادة لا يتحرك من مكانه، هذا مصغر جداً جداً يفهم الإنسان كيف تدور الأرض ولا يضطرب البشر عليها، والبشر بشر كما قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ في أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} (التين:٤) فإذا كان هذا الفنجان وهو موضوع في الصينية والذي يحركه هو إنسان جاهل غشيم قدرته ومداركه محدودة، مع ذلك ربنا عز وجل أعطاه شيئاً من العقل وشيئًا من القدرة، بحيث أنه يدير هذه الصينية وعليها الفنجان وهو فوق الصحن الصغير فلا يقطر منه قطرة، هذا كنا نراه ونحن صغار، الله عز وجل ماذا نقول، وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل، أي: أن الله على كل شيء قدير، إذاً: القضية ما

<<  <  ج: ص:  >  >>