جمع قلوب الناس حوله من نبينا محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -، وهو لبث في قومه عشرين سنة حتى استطاع أن أوجد هذه النواة التي غذاها الله عز وجل بقوته وعلمه ثم امتدت ظلالها كما تعلمون في التاريخ الإسلامي.
فإذاً عيسى عليه السلام، يجب أن لا نتصور أنه ينزل إلا والأرض قد هُيئت له لقبوله. إذاً ينبغي أن نفهم أحاديث النزول والخروج بأنها تحض المسلمين على العمل لإعادة الإسلام إلى مجده الغابر لا أن ينتظروا عيسى والمهدي ليعيد لهم المجد الغابر.
إذا آمنا هكذا ما المشكلة من أحاديث عيسى وخروج المهدي، لا إشكال أبداً، دائماً المشاكل تأتي من سوء فهم النصوص، وهذه الحقيقة نقطة مهمة جداً في العالم الإسلامي من حيث أنهم أساءوا فهم بعض النصوص فاساءوا فهم نصوص أخرى. ونسأل الله عز وجل أن يوفقنا جميعاً وإياكم للفهم الصحيح عن الله ورسوله.
سؤال: يا شيخ .. ابن خلدون يتكلم في أحاديث المهدي، ما رأيكم في أحاديث المهدي؟ يقول إنها ضعيفة كلها؟
الشيخ: أولاً، لا يخفاكم أن ابن خلدون هو مؤرخ وحكيم في التاريخ وليس عالماً بالحديث، وما أردت أن أقول: ليس متخصصاً في الحديث؛ بل هو ليس عالماً في الحديث.
من قرأ كتابته في التاريخ أو في مقدمة تاريخه حول أحاديث المهدي يجد هناك في بعض الأحاديث اعترافاً بالصحة، في هذا البعض، ولذلك فيخطئ كثير من الكتاب الذين كتبوا في هذه القضية ومنهم شيخ قطر -إذا سمعتم به