العالم المحدث المتخصص في الحديث والعالم، يحتاج إلى صبر ومراجعات كثيرة وكثيرة جداً، لماذا؟ لأن كثيراً من الأحاديث هي من القسم الذي يسميه علماء الحديث صحيح لغيره، حسن لغيره.
أحد العلماء كالترمذي مثلاً إذا قال في حديث ما حديث حسن -وهذا من الغرائب واللطائف التي لا ينتبه لها أكثر العلماء بل وكثير من المحدثين، إذا قال الترمذي في حديث: حسن؛ يعني: إسناده ضعيف، أسمعتم بهذا؟ إذا قال في حديثٍ ما: حديث حسن يعني أن إسناده ضعيف.
مداخلة: لم يصل إلى درجة الصحة؟
الشيخ: لا، أنا أقول إذا قال في حديثٍ ما: حديث حسن يعني: إسناده ضعيف، فما نقفز قفزة الغزلان بارك الله فيك، يعني ليس بصحيح، يعني أن إسناده غير حسن، ليس بصحيح: إذا قال الترمذي في حديث ما حديث حسن يعني هذا الحديث الذي حسنه الترمذي إسناده ضعيف، كيف هذا؟ هذا اصطلاح، على خلاف ما إذا قال في حديث آخر: حديث حسن غريب، فإنما يعني حديث حسن إسناده، كلمة غريب حددت المراد من قوله: حسن.
أما إذا عرى هذه الكلمة «حسن» عن لفظة «غريب» فهو يعني حسن متنه ضعيف إسناده، لماذا جاء هذا التحسين؟ من علمه أن لهذا المتن شواهد وطرق أخرى ارتقت به من الضعف الذي جاءه من هذا الإسناد.
إذاً من أجل ذلك قال علماء الحديث: إذا وقف طالب العلم على حديث إسناده ضعيف فهل يجوز له أن يقول حديث ضعيف، قالوا وقالوا، قالوا لا يجوز لأنه قد يكون له إسناد آخر إما أن يكون هذا الإسناد الآخر حسن لذاته أو صحيح لذاته أو على الأقل يجعل هذا الحديث الضعيف إسناده حسناً أو صحيحاً لغيره.