تيمية هذه محفوظة في " مجموع الفتاوى " التي جمعها الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن قاسم في خمس وثلاثين مجلداً ولكني - مع الأسف - لم أجد لها أثرا في شيء منها بعد تقليبي لها كلها، والاستعانة على ذلك بالفهارس التفصيلية الموضوعة لها، وكان أقوى ظني أن يوردها تحت عنوان " التخليد " الموضوع في (الفهرس)(١/ ١٣٩) ولكن دون جدوى أو في " تفسير سورة هود " في آيتي الاستثناء فيها، لكني لم أرها مع أنه أشار إليهما في فهرس السورة (١/ ٢٩١) فلما رجعت إلى المكان الذي أشار إليه (١٥/ ١٠٤) لم أجد فيه سوى إشارة ابن تيمية إلى الآيتين بقوله: " ثم ذكر حال الذين سعدوا والذين شقوا ثم قال. . . " أو في آية (الأنعام ١٢٨) من تفسير هذه السورة، ولكنها مما لا وجود له فيه مطلقا، أو في تفسير (النبأ) آية [لابثين فيها أحقابا] والقول فيه كالقول في الذي قبله، إلا أنه قد أشار في (الفهرس)(١/ ٣٤٥) أنها في موضعين من " المجموع " الأول في (١٦/ ١٩٤ - ١٩٧) والآخر في (١٨/ ٣٠٧) ومع ذلك فليس للآية ذكر فيهما مطلقاً نعم في الموضع الأول (ص ١٩٧) ما يدل ظاهر كلامه أنه يقول بخلود الكفار في النار، ذكر ذلك في تفسير قوله تعالى في (سورة الأعلى): {ثم لا يموت فيها ولا يحيى}. ولكنه لا ينافي قوله بفناء النار؛ لأن له أن يقيده بقوله: ما لم تفن كما فعل بكثير من الآيات الصريحة بالخلود، بل والخلود الأبدي كما سترى ذلك مع رد المؤلف عليه في الرسالة إن شاء الله تعالى.
لكنه في الموضع الآخر قد صرح بخلاف ذلك وأن النار لا تفنى صراحة؛ فقد جاء في الصفحة المشار إليها منه ما نصه:
" وسئل عن حديث أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال: " سبعة لا تموت ولا تفنى ولا تذوق الفناء: النار، وسكانها، واللوح، والقلم، والكرسي، والعرش "