فأجاب: هذا الخبر بهذا اللفظ ليس من كلام النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وإنما هو من كلام بعض العلماء. وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة والجماعة على أن من المخلوقات ما لا يعدم ولا يفنى بالكلية كالجنة والنار والعرض وغير ذلك ولم يقل بفناء جميع المخلوقات إلا طائفة من أهل الكلام المبتدعين. . . ".
قلت: والظن بمن هو دون ابن تيمية علماً وديناً أن لا يخالف سلف الأمة وأئمتها، ولم لا وهو حامل راية الدعوة إلى اتباعهم، والسير على منهجهم، والتحذير من مخالفتهم، والخروج عن سبيلهم، كما لا يخفى ذلك على كل من اطلع على شيء من كتبه، وتغذى بطرف من علمه، لا سيما والنص في معنى ما ذكره محفوظ عن الإمام أحمد إمام السنة فقد ذكر في آخر كتابه " الرد على الزنادقة " (١) وقد حكى عن الجهمية قولهم بفناء الجنة والنار فرده عليهم بشطريه وذكر آيات كثيرة في بقاء الجنة ودوامها، ثم قال في رد قولهم بفناء النار:
" وذكر الله تعالى أهل النار فقال:
{لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها}(فاطر:٣٦).
وقال:{أولئك يئسوا من رحمتي}(العنكبوت:٢٣). وقال:{ولا ينالهم الله برحمته}(الأعراف:٤٩) وقال: {ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون}(الزخرف:٧٧) وقال: {سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من
(١) وهو من المراجع المعتمدة عند ابن تيمية وغيره فانظر مثلا " مجموع الفتاوى " (٣/ ٤. ٦٦/ ٩٦ - ٦. ٢١٧. ٧٠/ ٨. ١٥٣/ ١٣. ٤١٦. ٤٠٩. ٣٨٥/ ١٥. ٣١٠. ١٤٤/ ١٧. ٤٧٢. ٤٠٨. ٢١٣/ ٤١٤. ٣٩١). [منه].