محيص} (إبراهيم:٢١) وقال: {خالدين فيها أولئك هم شر البرية}(البينة:٦) وقال: {كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب}(النساء:٥٦) وقال: {كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها}(السجدة:٣٠) وقال: {إنها عليهم مؤصدة}(الهمزة:٨).
هذا كله مما احتج به الإمام أحمد رحمه الله تعالى على القائلين بفناء النار وعدم دوامه وقد نقل عنه شارح قصيدة الإمام ابن القيم:(الكافية الشافية)(١/ ٩٧) أنه قال: " والجنة والنار خلقتا للبقاء لا للفناء ولم يكتب عليهن الموت فمن قال خلاف ذلك فهو مبتدع " ونحوه قول ابن حزم في " الملل والنحل "(٤/ ٨٣): " اتفقت فرق الأمة كلها على: أنه لا فناء للجنة ولا لنعيمها، ولا للنار ولا لعذابها، إلا جهم بن صفوان. . . " وفي " العقيدة الطحاوية "(ص ٤٢٠ - بشرحها طبع المكتب الإسلامي): " والجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان أبدا ولا تبيدان " ثم رأيت ابن حزم قد أورد المسألة أيضا في كتابه " مراتب الإجماع" فقال (ص ١٧٣): ". . . وأن النار حق وأنها دار عذاب أبداً، لا تفنى ولا يفني أهلها أبدا بلا نهاية" وأقره شيخ الإسلام أحمد بن تيمية خلافا لغيرها من المسائل التي تعقبه فيها ومن العجيب أن هذا القول بعدم فنائها هو مما ذهب إليه ابن القيم رحمه الله، كما يدل عليه ظاهر كلامه في كتابه " الروح "(ص ٣٤ - طبعة صبيح) بل ذلك ما صرح به في بعضه كتبه:
١ - قال في " الكافية الشافية ": "ثمانية حكم البقاء يعمها من ... الخلق والباقون في حيز العدم"هي: العرش والكرسي ونار وجنة ... وعجب وأرواح كذا اللوح والقلم (١).
(١) "توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام ابن القيم " (١/ ٦٩). [منه].