الشيخان وغيرهما وهو مخرج في «ظلال الجنة في تخريج السنة لابن أبي عاصم»(٨٠٤ - ٨١٠).
الثاني: حديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -:
«أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون ولكن ناس (١) أصابتهم النار بذنوبهم أو قال: بخطاياهم فأماتهم الله تعالى إماتة حتى إذا كانوا فحما أذن بالشفاعة. . .» الحديث أخرجه مسلم (١/ ١١٨) وغيره وهو مخرج في "سلسلة الأحاديث الصحيحة "(١٥٥١). وفي رواية عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - خطب فأتى على هذه الآية:{لا يموت فيها ولا يحيى} فقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: فذكره نحوه إلا أنه قال: «وأما الذين ليسوا من أهل النار فإن النار تميتهم. . . .». ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية من رواية أبي حاتم كما في " مجموع الفتاوى "(١٦/ ١٩٥).
ووجه دلالة الحديث أنه صرح تبعا للقرآن أن الكافر لا يموت في النار ولا يحيى، فإذا قيل بأن النار تفنى؛ فإما أن يقال: تفنى بمن فيها كما هو المتبادر إن قيل بفنائها، أو تفنى لوحدها دون من فيها، وكلاهما باطل، لأن معنى الآية كما في "تفسير ابن كثير ": "أن الكافر لا يموت فيستريح، ولا يحيى حياة تنفعه، بل
هي مضرة عليه "، فإن فني الكافر معها فقد مات واستراح، وإن حيي دونها فقد استراح منها أيضاً، وكل هذا باطل بداهة، فإذا انضم إلى ذلك القول بأنه يدخل الجنة فهو أبطل.
(١) وقع هنا في " مختصر مسلم " للمنذري (رقم - ٨٧) زيادة (منكم) فلتحذف فإنها ليست في مسلم. [منه].