ولا يجوز للمسلم أن يعلل حكماً شرعياً تعليلاً عقلياً ليس له على ذلك برهان من الله ورسوله.
والعلماء يقسمون الأوامر والعبادات الشرعية أو الأحكام الشرعية إلى قسمين اثنين:
القسم الأول: أنها أمور تعبدية محضة، ويكنون عنها بقولهم: إنها غير معقولة المعنى، وكثير من الأحكام الدينية والعبادات الشرعية تعبدية غير معقولة المعنى.
والقسم الآخر: يعبرون عنه: بأنها معقولة المعنى.
والبحث في هذا يتحمل الطول والبسط والشرح، ولعلنا تكلمنا في بعض مجالسنا عن ذلك بشيء من البيان والتفصيل.
والآن أقول: أمر الله عز وجل الملائكة بأن يسجدوا لآدم، ليس عندنا علة منصوصة في الشرع لماذا، جواب: لماذا أمر الله عز وجل الملائكة بالسجود لآدم؟ لكن لا شك أن السجود من شخص إلى آخر يدل على فضيلة المسجود له، فيمكن أن يقال: بأن الأمر للملائكة بالسجود لآدم هو لبيان أن هذا الإنسان الذي خلق بشراً من طين يستحق أن يقدر وأن يعظم بتطبيق الأمر الإلهي في السجود له، فإذاً: هذا أمر لا يختلف فيه اثنان، ولا ينتطح فيه عنزان كما يقال، أن السجود لشيء ما يدل على تعظيمه، هذا أمر لا خلاف فيه.
فبإمكاننا أن نعلل أمر الله للملائكة بالسجود: إنما هو تعظيم لآدم عليه السلام؛ لأنه أبو البشر، ولأن الملائكة لا تعرف هذا الجنس من البشر، وبخاصة أن الله عز وجل حكى عنهم حينما أمرهم بالسجود: {قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا