للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يخلق أفعال نفسه أرادوا بذلك الرد على طائفة من الطوائف الأخرى وهم الجبرية، الجبرية يقولون: إن الإنسان مجبور على الخير والشر، وهذا ضلال، قابل هذا الضلال المعتزلة بضلال آخر: لا: الإنسان يخلق أفعال نفسه.

والصواب طبعاً: هو عقيدة أهل السنة الذين يرون أن الإنسان ليس مجبوراً في كل شيء، هو مختار في كثير من أعماله، مجبور في كثير من أفعاله، ولكن حيث وجد الاختيار وجد التكليف، وحيثما وجد الإجبار رفع عنه التكليف، لماذا؟ لوجود علة المؤاخذة أو لفقدانها، حيث يوجد الاختيار فهو علة المؤاخذة، وحيث يوجد الإجبار فلا مؤاخذة.

المعتزلة يقولون: الإنسان يخلق أفعال نفسه، هو كذب وافتراء على الله؛ لأن الله هو الخالق ولا شريك له، الجبرية عكس هؤلاء يقولون: كما قال شاعرهم يصف ربهم:

ألقاه في اليم مكتوفاً ثم قال له ... إياك إياك أن تبتل بالماء

هكذا نحن معشر المسلمين اللي بنصلي وبنصوم غصباً عنا؟ لا والله، قال تعالى: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} (الكهف:٢٩).

مداخلة: ... لو سمحت والله مسألة مرتبطة في هذا الموضوع وهو أن المعتزلة جابوا آيات قرآنية، والجبرية جابوا آيات قرآنية، يعني يلتبس فيها الأمر، المعتزلة مثلاً قالوا: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} (المدثر:٣٨)، الجبرية قالوا: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} (الصافات:٩٦).

الشيخ: وما تعملون، نعم.

مداخلة: يعني ظاهر الآيات يؤيد رأي كل جهة يعني.

<<  <  ج: ص:  >  >>