للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لذلك الذكاء شيء والعقل شيء: أنا جعلت الاستطراد طويل جداً، يعني: كنت أتكلم عن السيد رشيد رضا، وأنني استفدت منه، لكن رأيت منه بعض الانحرافات منها: بسبب رده على القاديانية، والقاديانيون يدعون من دعاويهم الباطلة أن ميرزا غلام أحمد القادياني هو عيسى المبشر به في الحديث، وهذا أيضاً من تآويلهم الباطلة، «لينزلن فيكم عيسى ابن مريم حكماً عدلاً» (١) نعم ليس المقصود عيسى، وإنما المضاف محذوف تقديره مثيل عيسى، لف ودوران من هو هذا المثيل؟ ميرزا غلام أحمد القادياني، فالسيد رشيد رضا رحمه الله كأنه شعر أنه ما استطاع أن يقيم الحجة عليهم حجة دامغة قاهرة إلا بالتشكيك في أحاديث نزول عيسى عليه السلام من أجل ماذا؟ يقلص الجمهور المتأثر بالقاديانية لا عيسى ولا مهدي.

لذلك قلنا بالنسبة إليه مع فضله وعلمه:

أوردها سعد وسعد مشتمل ... ما هكذا يا سعد تورد الإبل

وأنا كتبت في بعض ما كتبت من المؤلفات والكتب: أن السبيل في كل هذه الأمثلة وسواها ليس هو التأويل الذي هو أخو التعطيل، وإنما هو فهم النصوص فهماً جيداً من المسلمين حتى لا يقعوا في انحراف سلبي أو إيجابي.

نعود إلى مسألة القدر وهي مشكلة المشاكل في الواقع من يوم وجدت المعتزلة إلى اليوم.

المعتزلة يقولون: إذا قلنا: إن الله عز وجل قدر على الإنسان الإيمان والكفر،


(١) "صحيح البخاري" (رقم ٣٢٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>