للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آخرهم، وإنما خاتم النبيين كالخاتم في الأصبع، فهو زينتهم، هذا موقفهم من القرآن، ما موقفهم من الأحاديث المتواترة، في أنه لا نبي بعد محمد عليه الصلاة والسلام؟ ما استطاعوا تأويله حرفوه كما حرفوا القرآن، وما لم يستطيعوا نسفوه نسفاً فقالوا: هذا مخالف للقرآن.

من أشهر الأحاديث التي تثبت أن لا نبي بعده عليه السلام حديث: مخاطبة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - لعلي حينما سافر إلى تبوك غازياً، وترك علياً في المدينة، وبكى

علي فأنسه عليه السلام بقوله: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا

نبي بعدي» (١).

قالوا: هذا حديث صحيح، لكن ما فهمتموه جيداً، «لا نبي بعدي» أي: معي، أما بعده يعني: بعده في نبي، هذا، وهذا مثال آخر يعني كيف يحرفون الكلم من بعد مواضعه.

مداخلة: يستدلون أن هارون كان مع موسى.

الشيخ: نعم.

مداخلة: لهم ذكاء مع ضلالهم يعني.

الشيخ: إيه ذكاء، لكنه ذكاء بدون عقل ما يفيد شيئاً أبداً.

مداخلة: ذكاء يجعلهم ضلالاً.

الشيخ: ولذلك حكى ربنا عز وجل في القرآن الكريم عن الكفار المشركين: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا في أَصْحَابِ السَّعِيرِ} (الملك:١٠).


(١) "صحيح البخاري" (رقم ٤١٥٤) , ومسلم (رقم ٦٣٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>