تشريع لم يأذن به الله, ومع ذلك ترى كثيراً من الناس-حتى بعض المشايخ-يقصدون مقامات الأولياء والصالحين للصلاة عندها, والتبرك بها, وإذا قيل لهم في ذلك؛ قالوا: إنما الأعمال بالنيات, ونياتنا طيبة, وعقائدنا سليمة! ولئن صدقوا في ذلك؛ فما هو بمنجيهم من المؤاخذة عند الشارع الحكيم؛ لأنه إنما بنى الأحكام على الظواهر, والله يتولى السرائر.
ولقد أنكر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - على من خاطبه بقوله: ما شاء الله وشئت يا
رسول الله!
فقال عليه الصلاة والسلام:
«جعلتني لله نداً؟! قل: ما شاء الله وحده».
ولقد كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يعلم أن ذلك الرجل ما قصد أن يجعله شريكاً مع الله, وهو-رضي الله عنه-ما آمن به - صلى الله عليه وآله وسلم - إلا فراراً من الشرك؛ فكيف يجعله شريكاً لله؟! كان - صلى الله عليه وآله وسلم - يعلم ذلك منه, وإنما أنكر عليه ما سمعه من لسانه حتى يُقَوِّمَهُ مرة؛ فلا يتكلم مرة أخرى بما يوهم الشرك والضلال.
فمال هؤلاء الناس يأتون أعمالاً منكرة, ظاهرها شرك وضلال, ثم يبررون ذلك بقصدهم الحسن في زعمهم؟! والله يعلم أن كثيراً من هؤلاء قد فسدت عقائدهم, وداخَلَها الشرك من حيث يشعرون أو لا يشعرون؛ ذلك جزاؤهم بما كسبوا, وجعلوا أحاديثه عليه الصلاة والسلام وراءهم ظهرياً.