للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللهِ دُخُولُ البَيْتِ وَالمَسَاجِدِ كُلِّهَا.

وَحُجَّةُ مَنْ أَجَازَ ذَلِكَ حَدِيثُ ثُمَامَةَ (١).

وَأَجَازَ ابن مُحَيْرِيزٍ (٢)، وَمُجَاهِدٌ (٣) دُخُولَ أَهْلِ الكِتَابِ المَسْجِدَ.

وَفِي فِدَاءِ مَنْ أُسِرَ بِبَدْرٍ، كَانَ مُشْرِكُو قُرَيْشٍ لَمَّا جَازَ الفِدَاءُ كَانُوا يَبِيتُونَ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ ، فَكَانَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ يَسْمَعُ قِرَاءَةَ النَّبِيِّ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ (٤).

وَالحُجَّةُ عَلَى أَبِي حَنِيفَةَ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا﴾ (٥)، وَهَذَا خِطَابٌ لِلْمُؤْمِنِينَ، أَيْ: امْنَعُوهُمْ مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ.

وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يَقْرَبُوهُ لِلطَّوَافِ خَاصَّةً، وَظَاهِرُ الآيَةِ يَقْتَضِي العُمُومَ،


(١) هو الحديث المتقدم (رقم: ٤٦٢).
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٢/ ٥٢٦) من طريق وكيع قال ثنا شُعْبَة عن أبي عَبْدِ الله العسقلاني: (أَنَّهُ أَخْبَرَهُ مَنْ رأَى ابنَ مُحَيْرِيزٍ صَافَحَ نَصْرَانِيًّا فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ).
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ، أبو عبد الله العسقلاني - ويقال أبو علي - واسمه الحسَنُ بن عِمْرَان الشَّامي: لَيِّنُ الحديث كما قال الحافظ في التقريب.
(٣) أخرجه ابن أبي شيبة أيضا في المصنف (٢/ ٥٢٦) من طريق غندر عن شعبة عن الهيثم - وهو ابن حبيب عن طَلْحَة - وهُو ابن مُصَرِّفِ بن عَمْرو - عن مُجَاهِدٍ به نحوه.
وهذا إسنادٌ حَسَن، الهيثم بنُ حَبِيبٍ صدوق كما قال الحافِظ في التقريب، وباقي رِجَالِه ثِقَاتٌ.
(٤) قد أخرج البخاري (رقم: ٤٠٢٣) عنه سماع قراءة النبيِّ في صَلاةِ المَغْرِب بِسُورَة الطُّورِ، قَال جُبَيْرٌ : (وذلِكَ أَوَّل ما وَقَرَ الإِيمَانُ فِي قَلْبِي).
(٥) سورة التوبة، الآية (٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>