للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رِيَاضِ الجَنَّةِ، وَجَعَلَ الذَّاكِرَ الله فِيهَا كَالرَّاتِعَ فِي رِيَاضِ الجَنَّةِ.

وَكَمَا قَالَ: (الجَنَّةُ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ) (١)، أَيْ: إِنَّهُ عَمَلٌ يُوصِلُ إِلَى الجَنَّةِ، وَكَمَا قَالَ : (الأُمُّ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ) (٢)، أَيْ: إِنَّ بِرَّهُ بِهَا وَدُعَاءَهَا لَهُ يُوصِلُهُ إِلَى الجَنَّةِ، وَتَسْمِيَةُ الشَّيْء بِمَا يَؤُولُ إِلَيْهِ، وَيَتَوَلَّدُ عَنْهُ مَعْرُوفٌ فِي لِسَانِ العَرَب.

وَقَوْلُهُ: (وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي)، يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ اللهُ يُعِيدُ ذَلِكَ الْمِنْبَرَ بِعَيْنِهِ فَيَكُونُ عَلَى حَوْضِهِ، وَيَحْتَمِلُ: وَلِي أَيْضًا مِنْبَرُ عَلَى حَوْضِي أَدْعُو النَّاسَ عَلَيْهِ إِلَى الحَوْضِ.


= قلت: وفيه آفتان:
الأولى: أنه من رواية زائدة عن زياد النُّمَيري، وقد ضَعَّفَ أبو حاتم الرازي رِوَايَتَه عن النُّميري خاصَّة، فقال في الجرح والتعديل (٣/ ٦١٣): "يُحَدِّثُ عن زياد النُّمَيري عن أَنَسٍ أَحَادِيثَ مَرْفُوعَةً مُنْكَرة، فلا نَدْرِي منهُ أو مِنْ زِيَاد؟ ولا أَعْلَم رَوَى عن غير زِيَاد، فكُنَّا نَعْتَبِر بَحدِيثه".
والثانية: زِيَادُ بن عَبْدِ الله النُّمَيْرِي: وهو ضعيف كما قال الحافظ في التقريب.
(١) أخرجه البخاري (رقم: ٢٨١٨)، ومسلم (رقم: ١٧٤٢) من حديث عبدِ اللهِ بن أَبِي أَوْفَى .
(٢) لم أقف عليه بهذا اللفظ، وقال الحافظ ابن عبد البر في التمهيد (٢/ ٢٨٧) "وكما يقال: الأم باب من أبواب الجنة" ولم يجْعَلْهُ حَدِيثًا.
وأخرج أحمد في المسند (٣/ ٤٢٩)، والنسائي (رقم: ٣١٠٤)، وابن ماجه (رقم: ٢٧٨١)، والطحاوي في شرح المشكل (٥/ ٣٧٥)، والطبراني في الكبير (٢/ ٢٨٩)، والحاكم في المستدرك (٢/ ١٠٤)، والبيهقي في شعب الإيمان (٦/ ١٧٨) عن محمَّد بن طَلْحَةَ بن عَبْدِ اللهِ عَنْ أَبِيهِ طَلْحَةَ بن عَبْدِ الله عن مُعَاوِيَة بن جَاهِمة: (أَنَّ جَاهِمة جَاءَ إِلى رَسُولِ اللهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهُ: أَرَدْتُ أن أَغْزُو ..... ) الحديث، وفيه قوله: (هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ؟ قَال: نَعَم، قَالَ: فَالْزَمْهَا، فَإِنَّ الجِنَّةَ تَحْتَ رجْلَيْهَا).
قال الحاكم: صحيحُ الإسْنادِ، ووَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ!! وينظر في الاختلافِ في إسْنادِه كتابُ العِلل للدَّارقطني (٧/ ٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>