للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أُسَيْدٍ] (١) أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ فِي زَكَاةِ الكَرْمِ: (يُخْرَصُ كَمَا يُخْرَصُ النَّخْلُ، وَتُؤَدَّى زَكَاتُهُ زَبِيبًا كَمَا تُؤَدَّى زَكَاةُ النَّخْلِ تَمْرًا).

قَالَ أَصْحَابُ الشَّافِعِيِّ (٢): وَذَلِكَ إِذَا بَدَا فِي الثِّمَارِ الصَّلَاحُ، وَبُدُو الصَّلَاحِ أَنْ تَدُورَ فِيهَا الحَلَاوَةُ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ، فَإِنَّ الإِمَامَ يَبْعَثُ خَرَّاصًا عَلَى أَرْبَابِ الْأَمْوَالِ يُخْرِصُ ثِمَارَهُمْ، فَيَجِيءُ الخَارِصُ فَيَطِيفُ بِالنَّخْلِ أَوِ الكَرْمِ وَيَقُولُ: فِيهَا كَذَا رُطَبًا وَعِنَبًا، ثُمَّ يَنْظُرُ كَمْ يَجِيءُ مِنْهُ، فَيَقُولُ: يَجِيءُ مِنْهُ كَذَا وَكَذَا وَسَقًا، ثُمَّ يُخَيِّرُهُ، فَإِنْ شَاءَ ضَمِنَ ذَلِكَ لِلْفُقَرَاءِ، فَسُلِّمَ إِلَيْهِ يَتَصَرَّفُ فِيهِ، يَأْكُلُ وَيَبْيعُ وَغَيْرَ ذَلِكَ، [وَبَيْنَ


= الكبرى (٧/ ٦)، والدارقطني في سننه (٢/ ١٣٣) من طريق عبد الله بن نافع عن محمد بن صَالح التمار عن الزُّهْري عن سَعِيد بن المسيب عنه بهِ.
وأخرجه أبو داود (رقم: ١٦٠٤)، والترمذي رقم: (٦٤٤)، وابن ماجه (رقم: ١٨١٩)، وابن خزيمة في صحيحه (٤/ ٤١)، وابن حبان كما في الإحسان (٨/ ٧٤) من طرق عن الزُّهْري به.
قال الترمذي: "حَسَنٌ غَرِيب".
قلتُ: الحديثُ ضعيف لانْقِطاعه، فإِنَّ سَعِيدًا لم يَسْمَع من عَتَّاب شيئًا كما قال أبو داود، فإن عَتّابًا توفي سنة ثلاث عشرة، ووُلِد سعيدٌ بعده بِعَامين.
قال الحافظ في تهذيب التهذيب (٤/ ٧٧): "وأما حديثُهُ عن بِلالٍ وعتَّاب بن أُسَيد فَظَاهِرُ الانْقِطَاعِ بالنِّسبة إلى وَفَاتَيْهِما وَمَوْلِده، واللَّهُ أَعْلَم".
وقد ورد موصُولا عندَ الدَّارقطني في سننه (٢/ ١٣٢)، وفيه بيانُ الوَاسِطة بيْنَ ابن المسيِّب وعَتَّاب، وهو الْمِسْور بن مخرمة، لكن في سَنَده الواقديُّ وهو مَتْروك.
وأخرجهُ ابن أبي شيبة في المصنف (٣/ ١٩٥) و (١٤/ ١٩٤)، والنسائي (رقم: ٢٦١٨) من طَريقِ الزُّهْري عن سعيد بن المسَيّب مُرْسلا، وللحديث طُرقٍ يتقوَّى بها كمَا في التَّلخيص الحبير (٢/ ١٧١).
(١) ساقطة من المخطوط، والاستدراك من مصادر التخريج.
(٢) ينظر: المهذب للشيرازي (١/ ١٥٥)، والحاوي الكبير للماوردي (٣/ ٢٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>