للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَوْلُهُ: (لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ): الخُلُوفُ بِرَفْعِ رِيحُ الفَمِ، يُقَالُ: [خَلَّفَ] (١) فَمُهُ خُلُوفًا إِذَا تَغَيَّرِ رِيحُهُ.

وَقَوْلُهُ: (أَطْيَبُ مِنْ رِيحِ المِسْكِ) فِيهِ دِلَالَةٌ أَنَّ اللَّهَ لَا يَكْرَهُ ذَلِكَ، فَلَا يَمْتَنِعُ الصَّائِمُ مِنَ المُوَاظَبَةِ عَلَى الصَّوْمِ الَّذِي يَجْلُبُ خُلُوفَ الفَمِ، وَلِأَجْلِ ذَلِكَ كَرِهَ مَنْ كَرِهَ السِّوَاكَ لِلصَّائِمِ آخِرَ نَهَارِهِ.

وَقَوْلُهُ: (الصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ) فِيهِ تَفْضِيلُ الصَّوْمِ لِمَا فِيهِ مِنَ الإِخْلَاصِ.

وَقَدْ عَلِمْنَا أَنَّ الطَاعَاتِ كُلَّهَا اللهِ، وَأَنَّ الْمَعْنَى: أَنَّ هَذَا الصَّوْمَ عِبَادَةٌ خَالِصَةٌ، لَا يَسْتَوْلِي عَلَيْهِ الرِّيَاءُ وَالسُّمْعَةُ، لأَنَّهُ عَمَلُ سِرٍّ، وَلَيْسَ كَسَائِرِ الأَعْمَالِ الَّتِي يَطَّلِعُ عَلَيْهَا الخَلْقُ فَلَا يُؤْمَنُ مَعَهَا الرِّيَاءُ، وَهَذَا كَمَا رُوِيَ: (نِيَّةُ الْمُؤْمِنِ خَيْرٌ مِنْ عَمَلِهِ) (٢)، وَذَلِكَ لأَنَّ النِّيَّةَ مَحَلُّهَا القَلْبُ، فَلَا يَطَّلِعُ عَلَيْهَا غَيْرُ الله.


(١) زيادة يقتضيها سياق الكلام.
(٢) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (٦/ ٢٢٨ - ٢٢٩)، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (٣/ ٢٥٥) عن حاتم بن عباد بن دينار عن يحيى بن قيس الكندي عن أبي حازم عن سهل بن سعد به نحوه.
قلت: هذا إسنادٌ ضعيفٌ جِدًّا كما قال أبو نعيم، فيه حاتم بن عبَّاد مجهولٌ، ويحيى بن قيس قال فيه الحافظ: مستُورٌ كما في التقريب.
وتابعه من لا يحتفُّ بمتابعته - وهو سليمان بن عمرو النَّخعي وهو كَذَّابٌ، كما في ميزان الاعتدال للذهبي، (٢/ ٢١٦)، ولسان الميزان لابن حجر (٣/ ٩٧ - ٩٨)، أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه (٩/ ٢٣٧).
وقد وردَ من حديثِ أنسِ بن مالك، أخرجه البيهقي في الشعب (٥/ ٣٤٣)، والقضاعي في مسند الشهاب (١/ ١١٩)، والمبارك بن عبد الجبار في جزء الطيوريات، (رقم: ٦٦٥) من طريق: يوسُف بن عَطِيَّة الصَفَّار عن ثابت عن أنَسٍ يَرفعه بنحوه.
قال البيهقي: هذا إسنادٌ ضعيفٌ. =

<<  <  ج: ص:  >  >>