للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَتَقْدِيرُ هَذَا الكَلَامِ أَنَّ نِيَّةَ الْمُؤْمِنِ مُنْفَرِدَةً عَنِ الْعَمَلِ خَيْرٌ مِنْ عَمَلٍ خَالٍ مِنَ النِّيَّةِ، كَمَا قَالَ اللهُ ﷿: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ (١)، أَيْ: مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ لَيْسَ فِيهَا لَيْلَةُ القَدْرِ، لأَنَّ الشَّيْءَ لَا يَكُونُ خَيْرًا مِنْ نَفْسِهِ وَمِنْ عَدَد أَمْثَالِهِ مَعَهُ.

وَقَوْلُهُ (وَأَنَا أَجْزِي بِهِ) مَعْلُومٌ أَنَّ الله هُوَ سُبْحَانَهُ الَّذِي يَجْزِي بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ دُونَ غَيْرِهِ، وَالْمَعْنَى: يُضَاعِفُ الجَزَاءَ مِنْ غَيْرِ عَدَدٍ وَلَا حِسَابٍ كَقَوْلِهِ: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ (٢).

وَقَدْ سَمَّى رَسُولُ اللهِ الصَّوْمَ صَبْرًا (٣)، ..................


= قلتُ: بل هو أشدُّ من ذلك، يُوسف بن عَطيَّة هذا قال فيه الحافظ: مَتْروك.
ومن حديث أبي هريرة عند أبي الشيخ الأصبهاني في أمثال الحديث (رقم: ٥٢)، ومن حديث النَّوَّاس بن سمعَان عند القضاعي في مسند الشهاب (١/ ١١٩).
وكُلُّ طُرُقه لا تَصحُّ، ينظر: الفوائد المجموعة للشوكاني (ص: ٢٥٠)، والمقاصد الحسنة للسخاوي (ص: ٤٥٠).
(١) سورة القدر، الآية: (٠٣).
(٢) سورة الزمر، الآية: (١٠).
(٣) أخرج عبد الرزاق في المصنف (١١/ ٢٩٦)، وأحمد في المسند (٤/ ٢٦٠) و (٥/ ٣٦٣ - ٣٦٥)، والدارمي في سننه (١/ ١٧٤)، والترمذي رقم: (٣٥١٩)، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (١/ ٤٣٠)، والطبراني في الدعاء (رقم: ١٧٣٤)، والبيهقي في شعب الإيمان (١/ ٤٣٦) و (٣/ ٢٩١) من طرق عن أبي إسحاق السَّبيعي عن جري النهدي عن رجل من بني سليم يرفعه: (الوضوء نصف الإيمان، والصوم نصف الصبر).
قال الترمذي: هذا حديثٌ حَسَنٌ. قلت: وتصحف في مطبوع الجامع اسم جرير بن عثمان إلى جرير! وأخرجه ابن ماجه رقم: (١٧٤٥)، وابن عدي في الكامل في الضعفاء (٦ / من رواية موسى بن عبيدة عن جُمْهَان عن أبي هريرة مرفوعا: (الصِيَامُ نصفُ الصَّبر)، وإسنادُه ضعيفٌ، موسى بن عبيدة ضعيفٌ كما قال الحافظ في التقريب.
وله شاهد آخر من حديثِ سَهْل بن سَعْدٍ: أخرجه الطبراني في الكبير (٦/ ١٩٣)، والبيهقي=

<<  <  ج: ص:  >  >>