للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَسُولُ اللهِ بِاسْمٍ أَحْسَنَ مِنْهُ، فقالَ: أَيَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ) (١)، وَرُوِيَ: (يَا مَعْشَرَ التِّجَارِ) بِكَسرِ التَّاءِ وتَخْفِيفِ الجِيمِ.

يقالُ: تاجرٌ وتِجَارٌ؛ كمَا يُقَالُ: صاحِبٌ وصِحَابٌ، وتَاجِرٌ وَتُجَّارٌ كَمَا يُقَالُ: كَافِرٌ وكُفَّار.

وفِيهِ بَيَانُ بَدْءِ تَسْمِيَةِ الْبَاعَةِ تُجَّارًا، كَانُوا يُسَمُّونَهُم سَمَاسِرَةً، فَسَمَّاهُمُ النَّبِيُّ تُجَّارًا إِذْ كَانَ أَحْسَنَ اللَّفظِ، وَلاتِّبَاعِ لَفْظِ الْقُرْآنِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ﴾ (٢)، سَمَّى جَمِيعَ الْبُيُوعِ تِجَارَةً؛ فَالبَائِعُ والْمُشْتَرِي تَاجِرَانِ عَلَى مَعْنَى لَفْظِ الْقُرْآنِ.

وَفِي الْحَدِيثِ: (التُّجَّارُ فُجَّارٌ) (٣)، لَفْظُهُ عَامٌّ، وَمَعْنَاهُ خَاصٌّ، بِدَلِيلِ مَا رُوِيَ


(١) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٨/ ٤٧٧)، وابن أبي شيبة في المصنف (٧/ ٢١)، وأحمد في المسند (٤/ ٦)، وأبو داود (رقم: ٣٣٢٦)، والترمذي رقم: ١٢٠٨)، والنسائي (رقم: ٣٧٩٧)، و (رقم: ٤٤٦٣)، وابن ماجه (رقم: ٢١٤٥)، والطبراني في الأوسط (٤/ ٢١١ - ٢١٢)، وفي الكبير (١٨/ ٣٥٥)، والحاكم في المستدرك (٢/ ٥ - ٦) من طرق عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن قيس بن أبي غرزة به مرفوعا.
قال الترمذيُّ: "حديثٌ حسَنٌ صَحِيحٌ؛ رَوَاهُ مَنْصُور والأَعْمَش وحَبِيبُ بنُ أَبي ثابتٍ، وغَيْرُ وَاحِدٍ عن أبي وَائل عن قَيْس بن أبي غَرْزة، وَلا نَعْرِفُ لِقَيْسٍ عن النَّبِيِّ غير هذا"، وقال الحاكم: "صَحِيحُ الإِسْناد، وَلَم يُخْرِجاه"، ووافقه الذهبي.
(٢) سورة النساء، الآية: (٢٩).
(٣) أخرج عبد الرزاق في المصنف (١١/ ٤٥٨)، والترمذي رقم: ١٢١٠)، وابن ماجه (رقم: ٢١٤٦)، والدارمي في مسنده (٢/ ٣٢٢)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار، مسند علي رقم (٩٥) و (٩٦)، وابن حبان في صحيحه كما في الإحسان (١١/ ٢٧٦)، والحاكم في المستدرك (٢/ ٦)، والبيهقي في الكبرى (٥/ ٢٦٦)، وفي شعب الإيمان (٤/ ٢١٩) من طرق عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيم عن إسْماعيل بن عُبيد بن رِفاعة عن أبيه عن جَدِّه رِفَاعة مرفوعا: =

<<  <  ج: ص:  >  >>