للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رِوايةٍ: (فَقالَ: إِنَّهُ مُحتاجٌ إليهِ، فَقَالَ: فَأَعْلِفُوهُ نَاضِحَكُم) (١).

وفي رواية: (قال: أعلِفْهُ النَّاضِحَ، اجْعَلُوهُ فِي كَرْشِهِ) (٢).

قالَ: وقَدْ رُويَ عَن النَّبيِّ : (مَنْ سَأَلَ النَّاسَ تَكَثُّرًا فَإِنَّمَا يَسْتَكْثِرُ مِن الجمْرِ) (٣).

دلَّ أَنَّ التَّكَثُّرَ مِن ذَلِكَ هُوَ الْمَحْظُورُ، لَا مَا يَأْخُذُهُ الْمُعْطَى عَلَى وَجْهِ الاحْتِيَاجِ إِلَيْهِ، وَرُوِيَ: (إِنَّ الرَّجلَ يَأتِينِي فَيَسْأَلْنِي فَأُعْطِيهِ، فَأَجْعَلُ فِي ثَوبِهِ نَارًا، ثُمَّ يَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ بِنَارٍ) (٤).

وهذَا يُخَالِفُ قَوْلَ مَنْ قالَ: إِنَّ النَّبِيَّ لَا يُعطِي أَحَدًا شَيْئًا إِلَّا وَجَائِزٌ لِلْمُعْطَى أَخْذُهُ، وَحَلالٌ لَهُ أَنْ يَتَمَوَّلَهُ وَيَمْلِكَهُ، وهذَا كُلُّه يَدُلُّ عَلَى إِبَاحَةِ كَسْبِهِ لِلْفَقِيرِ دُونَ الْغَنِيِّ.


(١) أخرجه بهذا اللفظ أبو يعلى الموصلي في مسنده (٤/ ٨٧) من طريق سفيان بن عيينة عن أبي الزبير عن جابر به.
وأخرجه أحمد في المسند (٣/ ٣٠٧ و ٣٨١) والطحاوي في شرح المعاني (٤/ ١٣٠) من طرق عن سفيان عنه به نحوه. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٤/ ٩٣): "رجالُ أَحْمد رِجَالُ الصَّحِيح".
(٢) (٢) أخرجه الدولابي في الكنى والأسماء (١/ ٢٣١ - ٢٣٢)، والطحاوي في شرح المعاني (٤/ ١٣١)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٣/ ١٥٦) من حديث محيصة بن مسعود.
(٣) أخرجه مسلم (رقم: ١٠٤١) من حديث أبي هريرة .
(٤) أخرجه مُسَدَّد في مُسنده، وأَبو يَعْلى الموصلي وأحمد بن حنبل - كما في إتحاف المهرة لابن حجر (٥/ ٤٩٩)، وإتحاف الخيرة المهرة - للبُوصيري (٣/ ٤٨) - ولم أقَفْ عليه في المسند لأحمد، من حديث أبي سعيد - وابن حبان في صحيحه كما في الإحسان (٨/ ٥٥) جميعا من طريق محمد بن أبي يحيى الأَسْلَمِي عن أبيه عن أبيه عن أبي سعيدٍ الخدري به.
قال البوصري في إتحاف الخيرة (٣/ ٤٨) "روَاهُ أحمدُ بِسَنَدِ الصَّحِيح".

<<  <  ج: ص:  >  >>