للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضَمِنَ عَنْهُ مَعْنًى، إِذِ الدَّيْنُ عَلَى النَّبِيِّ دُونَهُ.

وَأَمَّا كَرَاهِيَّةُ النَّبِيِّ أَخْذَ الذَّهَبِ الَّذِي أَصَابَهُ مِنَ الْمَعْدِنِ كَكَرَاهِيَّتِهِ أَخْذَهَا مِنَ الرَّجُلِ الآخَرِ، وَهُوَ مَا رُوِيَ عَنْ جَابِرٍ: (أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ بِمِثْل البَيْضَةِ أَصَابَهَا مِنْ بَعْضِ المَعَادِنِ، فَقَالَ: خُذْهَا يَا رَسُولَ اللهِ صَدَقَةً، فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ فَحَذَفَهُ بِهَا حَذْفَةً لَوْ أَصَابَهُ لَعَقَرَهُ) (١).

وَإِنَّمَا رَدَّ الذَّهَبَ عَلَى الرَّجُلِ فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ لِأَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمَعْدِنِ كَيْلَا يَفْتَاتَ النَّاسُ الْمَعَادِنَ، لَا أَنَّ مَا يُضَافُ مِنَ الْمَعَادِنِ حَرَامٌ.

قَالَ أَهْلُ العِلْم: الكَفِيلُ، وَالضَّمِينُ، وَالزَّعِيمُ، وَالحَمِيلُ، بِمَعْنَى وَاحِدٍ، وَمَعْنَى جَمِيعِ هَذِهِ الأَسَامِي فِي الحُكْمِ وَاحِدٌ.

وَقِيلَ: الدَّيْنُ الَّذِي كَانَ تَكَفَّلَ بِهِ أَبُو قَتَادَةَ كَانَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا أَوْ تِسْعَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا (٢).


(١) أخرجه عَبْدُ بن حُميد في مسنده كما في المنتخب (ص: ٣٣٧)، والدارمي في سننه (١/ ٤٧٩)، وأبو داود (رقم: ١٦٧٦)، وابن خزيمة في صحيحه (٤/ ٩٨)، والطحاوي في شرح المشكل (١١/ ١٦٣ - ١٦٤)، وابن حِبَّان في صحيحه كما في الإحسان (٨/ ١٦٥)، والحاكم في المستدرك (١/ ٥٧٣)، والبيهقي في الكبرى (٤/ ١٥٤ و ١٨١) جميعا مِنْ طُرقٍ عن محمَّدِ بن إسْحَاق عَن عَاصِمِ بن عَمْرِو بن قَتَادَةَ عَن مَحْمُودِ بن لَبِيدٍ عَنْ جَابِرٍ به.
قال الحاكم: "صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، ولم يُخرجاهُ"، وقال ابن الملقن في البدر المنير (٧/ ٤١٦): "إِسْنَادُه جَيِّدٌ لولَا عنعنَةُ ابن إسحاق".
قلتُ: صرَّح محمَّد بنُ إسْحَاق بالتَّحْدِيثِ عند الخَطيبِ البغدادي في تاريخ بغداد (١/ ١٦٥) من طريقِ يُونُسَ بن بُكَيْرٍ عَنْهُ، قال: حَدَّثني عَاصِمُ بنُ عَمْرٍو بهِ، فَأُمِنَ تَدْلِيسُه.
(٢) ينظر حَدِيثُ أَبِي قَتَادَةَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَخْرِيجُه قَرِيبًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>