للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إِذَا تَرَكْتُهُمْ، وَالهِجْرَةُ مِنْ ذَلِكَ.

قَالَ صَاحِبُ الْمُجْمَلِ (١): هَاجَرَ القَوْمُ مِنْ دَارٍ إِلَى دَارٍ: إِذَا تَرَكُوا الأُولَى لِلثَّانِيَةِ، وَفِي الحَدِيثِ (هَاجِرُوا وَلَا تَهَجَّرُوا) (٢)، أَيْ: أَخْلِصُوا الهِجْرَةَ، وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْمُهَاجِرِينَ. وَرُوِيَ: (الْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السُّوءَ) (٣).

وَقَوْلُهُ: (وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ) أَيْ: يُؤْجَرُ بِالجِهَادِ وَنِيَّةِ الجِهَادِ، وَنِيَّةِ الخَيْرِ.

وَقَوْلُهُ: (وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا) أَيْ: وَإِذَا دُعِيتُمْ إِلَى الغَزْوِ فَاخْرُجُوا إِلَى الغَزْوِ.

يُقَالُ: اسْتَنْفَرَنَا الأَمِيرُ أَيْ: دَعَانَا إِلَى قِتَالِ العَدُوِّ، فَنَفَرْنَا، أَيْ: انْطَلَقْنَا.

وَنَفَرُ الإِنْسَانِ وَنَفِيرُهُ: رَهْطُهُ الَّذِي يَنْصُرُونَهُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ ﷿: ﴿وَأَعَزُّ نَفَرًا﴾ (٤)، أَيْ: قَوْمًا يَنْصُرُونَهُ.


(١) مجمل اللغة لابن فارس (ص: ٧٢٦).
(٢) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (٣/ ٣٢٣ - ٣٢٤)، وعبد الرزاق في المصنف (٤/ ٤٧٧ - ٤٧٨) ومن طريقه الطبراني في الكبير (١/ ٦٥)، والحاكم في المستدرك (٣/ ٨٧)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (١/ ٤٤)، والبيهقي في الكبرى (٩/ ٢٤٨)، من طرقٍ عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن عمر بن الخطاب به.
قلت: وابن أبي النجود: قال الحافظ في التقريب: صدوقٌ له أوهامٌ، وصححه الذهبي في تلخيص المستدرك!!، وكذا قال الهيثمي في المجمع (٤/ ٤٤): "رجاله موثَّقون"!!.
(٣) أخرجه أحمد في المسند (٣/ ١٥٤)، وابن أبي شيبة في مسنده كما في إتحاف الخيرة للبوصيري (٥/ ٤٩١)، وأبو يعلى في مسنده (٧/ ١٩٩)، وابن حبان في صحيحه كما في الإحسان (٢/ ٢٦٤) والحاكم في المستدرك (١/ ١١)، والقضاعي في مسند الشهاب (١/ ١٠٩) من طرق عن يُونُسَ بن عُبيد وحميد عن أنس به مرفوعا.
قال الحاكم: صحيحٌ على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
(٤) سورة الكهف، الآية (٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>