كتاب شرح صحيح البخاري - الأصبهاني

كتاب الجهاد - ج: 4 - ص: 278

مِنَ الأَعْرَابِ وَغَزَا مَعَهُمْ فَهُوَ مُهَاجِرٌ لَيْسَ بِدَاخِلٍ فَضْلَ مَنْ هَاجَرَ قَبْلَ الفَتْحِ.

قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ (١): هَاجَرْتُ قَوْمِي، وَهَاجَرْتُ دَارَ قَوْمِي أُهَاجِرُهُمْ مُهَاجَرَةً:

---

= كلاهما عن عبد الله بن السعدي به نحوه.
وللحديث طريقٌ آخر: أخرجه أحمد في المسند (١/ ١٩٢)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٢/ ١٢٠) وابن عساكر في تاريخ دمشق (٣١/ ٣٠٦ - ٣٠٧) من طرق عن إسْمَاعِيلَ بن عيَّاش عن ضَمْضَم بن زُرْعَة عن شُرَيْح بن عُبَيْدِ عن مَالِكِ بن يخامِر عَنْ عبد الله بن السَّعْدِي ﵁ به نحوه.
وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٥/ ٢٨) والنسائي في الكبرى (٥/ ٢١٧)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (١/ ١٨٥ - ١٨٦) وابن عساكر في تاريخ دمشق (٣١/ ٣٠٥) كلهم من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن حجاج عن الوليد بن سليمان عن بسر بن عبيد الله عن ابن محيريز عن عبد الله بن السعدي عن محمد بن حبيب المصري به نحوه.
قال ابن عساكر: "قال البغوي: لا أعلمُ أحدًا ذكَرَ في إسناد هذا الحديث محمد بن حبيبٍ غير الوليد بن سليمان".
وكذا قال الحافظ المزي في تحفة الأشراف (٦/ ٤٠٣)، ثم قال: "وهو وهمٌ، قال أبو الحسن بن جُوصا: سمعتُ محمد بن عوف يقول: لم يقُل أحدٌ في هذا الحديث: عن محمد بن حبيب غير أبي المغيرة، ولم يصنع شيئا، شُبِّه عليه".
ثم نقل قول أبي زرعة الرازي: "الحديث صحيحٌ مثبتٌ عن عبد الله بن السَّعدي كذا رواه الثّقات الأثبات، منهم: مالك بن يخامر، وأبو إدريس الخولانيُّ، وعبد الله بن محيريز، وغيرهم، ومحمد بن حبيب زيادةٌ لا أصل له".
قلت: توسَّعتُ في ذكِرْ طَرقِ هذا الحَدِيث، لقول الإمام ابن دقيق العيد في الإلمام بعدما ذكره: "وَفِي إِسْنَادِهِ اخْتِلَافٌ" (ص: ٤٩٩ - ٥٠٠).
وكذا قال ابن عبد الهادي في المحرر في الحديث (١/ ٤٥٧): "وقد اختلف في إسناده".
وتوسَّع في ذكر طرق هذا الحديث: الإمام ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٢/ ١١٩ - ١٢٠) وأبو نعيم في معرفة الصحابة (١/ ١٨٥ - ١٨٦).
والحديثُ صَحَّحه الكرماني في الكواكب الدراري (١٢/ ٩٣).
(١) ينظر: العين للخليل (٣/ ٣٨٦ - ٣٨٧).