للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ : (يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ) (١)، هُوَ أَنْ يُجِيرَ الوَاحِدُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَافِرًا، فَجِوَارُهُ مَاضٍ، سَوَاءٌ كَانَ المُجِيرُ حُرًّا أَوْ عَبْدًا، أَوِ امْرَأَةً، لَيْسَ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ أَنْ يَخْفِرَ ذِمَّتَهُ.

وَإِنَّمَا يَجُوزُ لَهُ أَنْ يُجِيرَ مُدَّةً مَعْلُومَةً، وَأَنْ يُجِيرَ نَفَرًا مِنَ الكُفَّارِ، دُونَ أُمَّةٍ كَبِيرةٍ.

* * *

* وَحَدِيثُ سَهْلِ بن أَبِي حَثْمَةَ: (وَهُوَ يَتَشَحَّطُ فِي دَمِهِ) (٢)، أَيْ: يَضْطَرِبُ فِي الدَّمِ.

قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ (٣): الوَلَدُ يَتَشَحَّطُ فِي السَّلَا، أَيْ: يَضْطَرِبُ فِيهِ.

وَقَوْلُهُ: (كَبِّرُ، كَبِّرُ) إِرْشَادٌ إِلَى أَنَّ الأَكْبَرَ أَوْلَى بِالتَّقْدِمَةِ فِي الكَلَامِ وَالإِكْرَامِ.

* وَفِي حَدِيثِ الحَسَنِ: (القَسَامَةُ جَاهِلِيَّةٌ) (٤)، يَقُولُ: هِيَ مِنْ أَحْكَامِ الجَاهِلِيَّةِ، وَقَدْ قَرَّرَهَا الإِسْلَامُ.

قَالَ أَصْحَابُ الشَّافِعِي (٥): إِذَا وُجِدَ قَتِيلٌ فِي مَحَلَّةٍ، وَادْعِيَ عَلَيْهِمْ أَنَّهُمْ


(١) حديث (رقم (٣١٧٩)، ولفظه: (وَذِمَّةُ الْمُسلمينَ واحدةٌ، يَسْعَى بها أدْنَاهُم).
(٢) حديث (رقم: ٣١٧٣).
(٣) ينظر: العين للخليل (٣/ ٩١)، تهذيب اللغة للأزهري (٤/ ١٠٣)، مقاييس اللغة لابن فارس (٣/ ٢٥١).
(٤) أخرجه الخطابي في غريب الحديث (٣/ ٨٩)، والبيهقي في الكبرى (١٢٩/ ٨)، وفي السُّنن الصغرى أيضا (٧/ ١٤٧) من طريق عبد السلام بن حرب عن يونس عن الحسن قال: (القَتْلُ بِالقَسامةِ جاهليَّة).
(٥) ينظر: الأم للشافعي (٦/ ٩٧)، مختصر المزني (ص: ٢٥٣)، والحاوي الكبير للمَاوردي=

<<  <  ج: ص:  >  >>