للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغَمْرَةُ: الْمَاءُ الكَثِيرُ الَّذِي يَغْمُرُ مَنْ خَاضَهُ، ضَرَبَهُ مَثَلًا لِقُوَّةِ رَأْيِهِ، وَمَنْ خَاصَ الغِمَارَ فَقَطَعَهَا عَرْضًا لَيْسَ كَمَنْ ضَعُفَ، وَاتَّبَعَ الجَرِيَّةَ، حَتَّى يَخْرُجَ بِالبُعْدِ مِنَ المَوْضِعِ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ.

وَفِي الحَدِيثِ: (اشْتَدَّ مَرَضُهُ حَتَّى غُمِرَ عَلَيْهِ) (١)، أَيْ: أُغْمِيَ عَلَيْهِ، وَالأَصْلُ فِيهِ: السِّتْرُ وَالتَّغْطِيَةُ، يُقَالُ: غَمَرْتُ الشَّيْء إِذَا سَتَرْتُهُ، وَمَاءٌ غَمِرٌ إِذَا عَلَا كُلَّ شَيْءٍ فَسَتَرَهُ.

وَقَوْلُهُ: (فَجَعَلَ النَّبِيُّ يَتَمَعَّرُ)، أَيْ: يَتَغَيَّرُ.

قَالَ صَاحِبُ الْمُجْمَلِ (٢): تَمَعَّرَ اللَّوْنُ أَيْ: تَغَيَّرَ عِنْدَ الغَضَبِ، وَأَصْلُ الكَلِمَةِ


= (٤/ ١٣٧٨) وابن الأثير في النهاية في غريب الحديث (٣/ ٣٨٤)، وابن الجوزي في غريب الحديث (٢/ ١٦٣).
(١) أخرجه بهذا اللفظ: إسحاق بن راهَويه في مسنده (٥/ ٤٢)، والخطابي في غريب الحديث (١/ ٤٧١) من طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهري، أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن أسماء بنت عميس به.
ورُوِي بلفظ (أغمي عليه) في أغلب المصادر: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٥/ ٤٢٨)، ومن طريقه أحمد في المسند (٦/ ٤٣٨)، والطحاوي في شرح المشكل (٥/ ١٩٥)، وابن حبان في صحيحه كما في الإحسان (١٤/ ٥٥٢)، والطبراني في الكبير (٢٤/ ١٤٠)، والحاكم في المستدرك (٤/ ٢٠٢)، من طرق عن عبد الرزاق به مثله.
قال الحاكم: "صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ"، وصَحَّح إسْنَادَه الحافِظُ ابن حَجر في فتح الباري (٨/ ١٤٨).
تنبيه: قال محقق مسند إسحاق (٥/ ٤٢): "فِي الأَصْلِ (عُمَرُ) - بِعَيْنٍ مُهملة - والتَّصويبُ من المصنَّفِ لعبدِ الرَّزَاقِ!! ".
قلت والرواية فيه بغين معجمة كما سبق.
(٢) مجمل اللغة لابن فارس (ص: ٦٧٠)، وليس في المطبوع: (عند الغضب).

<<  <  ج: ص:  >  >>