للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَسَلَكَ عَبْدُ اللهِ بنُ جَحْشٍ عَلَى الحِجَازِ حَتَّى إِذَا كَانَ بِمَعْدِن (١) فَوْقَ الفُرُعِ (٢) يُقَالُ لَهُ: بُحْرَانُ (٣)، أَضَلَّ سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَعُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ بَعِيرًا لَهُمَا كَانَا يَعْتَقِبَانِهِ، فَتَخَلَّفَا عَنْهُ فِي طَلَبِهِ، وَمَضَى عَبْدُ اللهِ بنُ جَحْشٍ وَبَقِيَّةُ أَصْحَابِهِ حَتَّى نَزَلَ بِنَخْلَةٍ، فَمَرَّتْ بِهِ عِيرٌ لِقُرَيْشٍ.

وَنَخْلَةٌ (٤) بَيْنَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ، وَالعِيرُ تَحْمِلُ زَبِيبًا وَأُدُمًا، وَتِجَارَةً مِنْ تِجَارَةِ قُرَيْشٍ، وَفِيهَا عَمْرُو بنُ الحَضْرَمِيِّ، فَتَشَاوَرَ القَوْمُ فِيهِمْ، وَذَلِكَ فِي آخَرِ يَوْمٍ مِنْ رَجَبٍ، فَقَالَ القَوْمُ: وَاللهِ لَئِنْ تَرَكْتُمُ القَوْمَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ لَيَدْخُلُنَّ الحَرَمَ، فَلَيَمْتَنِعُنَّ بِهِ مِنْكُمْ، وَلَئِنْ قَتَلْتُمُوهُمْ لَتَقْتُلُنَّهُمْ فِي الشَّهْرِ الحَرَامِ، فَتَرَدَّدَ القَوْمُ، وَهَابُوا الاِقْدَامَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ تَشَجَّعُوا عَلَيْهِمْ، وَأَجْمَعُوا [عَلَى] (٥) قَتْلِ مَنْ قَدَرُوا عَلَيْهِ مِنْهُمْ، وَأَخْذِ مَا مَعَهُمْ.


= وَسَفْوَان: وَادٍ بِنَاحِيَّةِ بَدْرٍ كما في معجم البلدان لياقوت (٣/ ٢٢٥)، ومعجم ما استعجم للبكري (٣/ ٧٤٠).
(١) مَعْدِنٌ: هي قرية مَهْدِ الذَّهب، أو المهد، في نواحي المدينة على طريق نجد، ينظر: المعالم الأثيرة (ص: ٢٧٦).
(٢) الفُرُعُ: بِضَمِّ الفَاء والرَّاء، وآخره عين مهملة، وادٍ فَحل مِن أوْدِية الحجاز يمرُّ على مسافة ١٥٠ كيلًا جنوب المدينة، كثيرُ العُيون والنَّخل، ينظر: المعالم الأثيرة (٢٦٧).
(٣) بُحْرَانُ: بِضَمِّ البَاءِ الْمُوحَّدة، وَسُكُونِ الحَاءِ الْمُهْمَلَة، وضَبَطَه البَكْريُّ في معجم ما استعجم (١/ ٢٢٨) بفتح أوله على وزن فعلان، وَهُوَ جَبَلٌ يقع شرق مدينة رابغ على مسافة ٩٠ كيلًا.
المعالم الأثيرة (ص: ٤٤).
(٤) نَخْلَةٌ: مَوْضعٌ على لَيلة مِنْ مَكَّة، وهي الَّتي يُنسب إليها بطنُ نَخلة، وفيها وَرَدَ الحديثُ لَيْلة الجِنِّ، ينظر: معجم ما استعجم للبكري (٤/ ١٣٠٤).
(٥) ساقطة من المخطوط، والاستدراك من سيرة ابن هشام (٣/ ١٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>