للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالُوا: وَعَدَّلَ رَسُولُ اللهِ صُفُوفَ أَصْحَابِهِ، وَرَجَعَ إِلَى العَرِيشِ وَهُوَ يُنَاشِدُ رَبَّهُ مَا وَعَدَهُ مِنَ النَّصْرِ، وَأَبُو بَكْرٍ [يَقُولُ] (١): يَا نَبِيَّ اللهِ، بَعْضُ مُنَاشَدَتِكَ رَبَّكَ، فَإِنَّ الله مُنْجِزٌ لَكَ مَا وَعَدَكَ.

وَخَفَقَ رَسُولُ اللهِ خَفْقَةً وَهُوَ فِي العَرِيشِ، ثُمَّ انْتَبَهَ، فَقَالَ: أَبْشِرْ أَبَا بَكْرٍ، أَتَاكَ نَصْرُ اللَّهِ، هَذَا جَبْرِيلُ آخِذٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ، يَقُودُهُ، عَلَى ثَنَايَاهُ النَّقْعُ.

ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ إِلَى النَّاسِ فَحَرَّضَهُمْ، وَقَالَ: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يُقَاتِلُهُمُ اليَوْمَ رَجُلٌ، فَيُقْتَلُ صَابرًا مُحْتَسِبًا، مُقْبِلًا غَيْرَ مُدْبِرٍ، إِلَّا أَدْخَلَهُ الله الجَنَّة) (٢).

فَقَالَ عُمَيْرُ بنُ الحَمَامِ أَخُو بَنِي سَلَمَةَ وَفِي يَدِهِ تَمَرَاتٌ يَأْكُلُهُنَّ: بَخٍ بَخٍ، مَا بَيْنِي وَبَيْنَ أَنْ أَدْخُلَ الجَنَّةَ إِلَّا أَنْ يَقْتُلَنِي هَؤُلَاءِ، ثُمَّ قَذَفَ التَّمَيْرَاتِ مِنْ يَدِهِ، فَأَخَذَ سَيْفَهُ فَقَاتَلَ) (٣)، وَهُوَ يَقُولُ (٤): [مِن الرَّجَز]


(١) الزيادة من سيرة ابن هشام (٣/ ١٧٤).
(٢) هكذا رَوَى الخَبَرَ مُحَمَّد بنُ إِسْحَاق في السِّيرة - ومن طريقه ابن هشام في سيرته (٣/ ١٧٥)، والخطيبُ البَغْدَاديُّ في الأَسماء المبهمة من طريق أبي نُعيم (٣/ ٢٠٦)، وابن عبد البر في التمهيد (٢٤/ ٩٩).
(٣) أخرجه الإمام مسلم (رقم: ١٩٠١) بنحوه من حديث أنسِ بن مالكٍ .
(٤) الأبيات ذكرها ابن جرير في تاريخه (٢/ ٤٤٨)، وقِوامُ السُّنَّة التَّيمي في المبعث والمغازي له (١/ ٣٥٥) وفي الأبيات اختلاف:
.................... … إِنَّ التَّقَى بَيْنَ أَعْظَمِ السَّدَادِ
وَخَيْرُ مَا قَادَ إِلَى الرَّشَادِ … وَكُلُّ حَيٍّ فَإِلَى نَفَادِ

<<  <  ج: ص:  >  >>