وقد صَرَّح ابن إِسْحَاق بالسَّمَاع عندَ أَحْمد، لكِنْ لم يُصَرِّح أبو الزُّبَيْر بالسَّمَاع في شَيْءٍ من طُرُقِه، وهو مُدَلِّسٌ. وصَحَّحَه الحاكِمُ عَلَى شَرْطَ مُسْلِمٍ، وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ!! واخْتُلِف فيه عَلى ابن إِسْحَاق، فَرَوَاه هَؤُلاء مِنْ طُرُقٍ عنهُ عَلى النَّحْوِ المَذْكُور - بِإِدْخَالَ سَعِيدِ بن جُبَيْرٍ بَيْنَ أَبِي الزُّبَيْرِ وابنِ عَبَّاسٍ -، وخَالَفَهُم جَمَاعَةٌ: فَرواهُ ابن المَبَارَكِ كما في الجهاد له (رقم: ٦٢) عنه؛ وأخرجه أحمدُ في المسند (١/ ٢٦٥) من طريقِ يعقوب بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن سَعْدٍ؛ وأخرجه ابن أبي عَاصِمٍ في الجهاد له (رقم: (١٩٣)، وهَنَّاد بن السَّرَّي في الزهد له (١/ ١٢٠) من طريق محمد بن فُضَيل؛ وأخرجه ابن أبي عاصِمٍ في الجهاد أيضًا (رقم: ١٩٤)، وابن جَرير الطَّبري في تفسيره (٧/ ٣٨٤ - ٣٨٥) من طريق إسماعيلَ بن عَيَّاش؛ وأخرجه ابن جَرِير في تَفْسِيره (٧/ ٣٨٥) من طريقِ سَلَمَةَ بن الفَضْلِ الرَّازي؛ خَمْسَتُهم: (ابن المَبَارَك، إبراهيم بنُ سَعْدٍ، محمد بنُ فُضَيل، إِسْمَاعِيل بنُ عَيَّاش، وسَلَمَة بن الفَضْلِ الرَّازِي) عن ابن إِسْحَاق عَن إِسْماعيل بن أُمَيَّة عن أبي الزُّبَيْر عن ابن عبَّاسٍ ﵄ نحوه، لَمْ يَذْكُروا: سَعِيدَ بن جُبَيْرٍ فيه. ولذلك نصَّ الدَّارقطني عَلَى أَنَّ ذِكْر سَعِيدٍ في الإِسْنادِ خَطَأ كَمَا نَقَلَه عَنهُ الزَّيْلَعِي فِي نَصْبِ الرَّايَة (١/ ٢٤٢). ثُمَّ إنِّي وقَفْتُ على طريقٍ لِرواية عبد الله بن إدريس الأودي تُوَافِقُ رِوَايَةَ الجماعة، أخرجَهَا عَبْدُ بن حُمَيد في مُسْنده كما في المنتخب منه، (ص: (٢٢٧) من طريق يوسف بن بهلول عنه به نحوه. لكن للحديث شاهِدٌ من حَدِيث ابن مَسْعُود: أَخْرَجه مُسْلِم (رقم: ١٨٨٧) نحوه. (١) تنظر الطبقات لابن سعد (٣/ ٥٢٤)، والمغازي للواقدي (١/ ٢٦٧)، والبداية والنهاية لابن كثير (٥/ ٤٣٧ - ٤٣٨). =