للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لَمْ أَبْرَحْ حَتَّى مَاتَ (١).

قَالَ ابن إِسْحَاقَ وَغَيْرُهُ (٢): كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ يَوْمَ بَلَاءِ وَتَمْحِيصٍ وَمُصِيبَةٍ، اخْتَبَرَ اللهُ تَعَالَى بِهِ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَحَنَ (٣) بِهِ الْمُنَافِقِينَ.

قَالَ ابن عَبَّاسٍ [قَالَ: (قَالَ رَسُولُ اللهِ ] (٤) لَمَّا أُصِيبَ إِخْوَانُكُمْ بِأَحدٍ، جَعَلَ اللهُ تَعَالَى أَرْوَاحَهُمْ فِي أَجْوَافٍ طَيْرٍ خُضْرٍ، تَرِدُ أَنْهَارَ الجَنَّةِ وَتَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا، وَتَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مِنْ ذَهَبٍ فِي ظِلِّ العَرْشِ، فَلَمَّا وَجَدُوا طِيبَ مَشْرَبهِمْ وَمَأْكَلِهِمْ، وَحُسْنَ مَقِيلِهِمْ قَالُوا: يَا لَيْتَ إِخْوَانَنَا يَعْلَمُونَ مَا صَنَعَ اللهُ بِنَا لَئَلَّا يَزْهَدُوا في الجِهَادِ وَلَا يَنْكِلُوا عِنْدَ الحَرْب، فَقَالَ اللهُ تَعَالَى: فَأَنَا أُبَلِّغُهُمْ عَنْكُمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَتًا بَلْ أَحْيَاءٌ﴾ (٥) الآيَاتِ.


(١) أخرجه الحاكم في المستدرك (٣/ ٢٢١) من طريق مَعْن بن عِيسَى عن مخرمة بن بكير عن أبيه عن أبي خَازِمٍ عن خَارِجَة بن زيدٍ بن ثابتٍ عن أبيه ، ورجاله ثقاتٌ.
ولَهُ طَرِيقٌ آخَرٍ مُرْسَل: أَخْرَجه الحاكم في المستدرك (٣/ ٢٢٢) من طريق ابن إسحاق، حَدَّثَه عبد الله بنُ عَبْدِ الرَّحمن بن أبي صَعْصَعة عن أبيه بِه. وهو مُرْسَلٌ صَحِيحٌ.
وأخرجَهُ ابن المبارَك في الجهاد (رقم ٩٤)، ومِن طَرِيقه البُخاري في التَّاريخ الكبير (١/ ٨٨) عن ابن إسحاق، أخبرني محمَّدُ بنُ سَعْدٍ، عن عبد الله بن عبد الرحمن مُرْسَلًا.
وهَذِه الطُّرُقُ يُقَوِّي بَعْضُها بَعْضًا.
(٢) سيرة ابن هشام (٤/ ٥٧).
(٣) وَقَع في المخطوط (محق)، والمُثْبَتُ من المَصْدر السَّابق.
(٤) ساقطة من المخطوط، والاستدراكُ مِنْ مَصَادر التَّخْريج.
(٥) الآية: (١٦٩) من سورة آل عمران.
والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٤/ ٢٠٤)، وأحمد في المسند (١/ ٢٦٦)، وأبو داود (رقم: ٢٥٢٢)، وأبو يعلى في المسند (٤/ ٢١٩)، وابن أبي عاصم في الجهاد (رقم: ٥٢)، والحاكم في المستدرك (٢/ ٨٨)، والبيهقي في الكبرى (٩/ ١٦٣)، من طريق عبد الله =

<<  <  ج: ص:  >  >>