للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُطَلِّقَهَا لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفِ﴾ (١).

وَالثَّانِي: أَنْ لَا تَكُونَ الْمَرْأَةُ عَفِيفَةً، فَالْمُسْتَحَبُّ أَنْ يُطَلِّقَهَا، لِمَا رُوِيَ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ فَقَالَ: إِنَّ امْرَأَتِي لَا تَرُدُّ يَدَ لَامِسٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ : (طَلِّقْهَا) (٢).


(١) سورة الطلاق، الآية: (٢).
(٢) أخرجه أبو داود (رقم: ٢٠٥١)، والنسائي رقم: (٣٤٦٤)، والبيهقي من طريق أبي داود (٧/ ١٥٤) جميعا من طريق الحسن بن حريث عن الفَضْل بن مُوسى عن الحُسَيْنِ بن وَاقِدٍ عن عُمارة بن أبي حَفْصة عن عِكْرمة عن ابن عبَّاسٍ بِهِ مَرْفُوعًا ولفظ أبي داود: (لَا تَمْنَعُ يَدَ لَامِسٍ).
قال المنذري في مختصر سنن أبي داود (٣/ ٦): "رجالُ إسنادِه مُحْتَجٌّ بهم في الصَّحِيحَين على الاتِّفاق والانْفِرَادِ"، وصحَّح إسْنَادَه الحافِظُ في التلخيص الحبير (٣/ ٢٢٥) وقال: "أطلق عليه النَّوويُّ الصِّحَّة".
وتابع عِكْرمَة عَليه عبد الله بن عُبيد بن عُمْير: أخرجه ابن أبي شَيْبَة في المصنف (٤/ ١٨٣) والنَّسَائِيُّ (رقم: ٣٢٢٩) من طريق حمَّاد بن سَلَمة، عن عبد الكَريم بن أبي الْمخارق، عن عَبْد الله بن عُبَيد بن عُمير، عن ابن عبَّاسٍ فذكره.
قال النَّسائي: "هذا خطَأ، والصَّوابُ مُرسَل". قلتُ: آفَتُه عبدُ الكريم بنُ أبي المخارق فإِنَّه ضَعِيفٌ كمَا قالَ الحافِظُ في التَّقريب.
وقد خَالَفه: هَارُون بنُ رِئابٍ - أَحَدُ الثِّقَات - فَرَواهُ عن عبدِ الله بن عُبيد عن النَّبِيِّ مُرْسَلًا.
أخرجه الشافعي في مسنده (ص: ٢٨٩)، وعبد الرزاق في المصنف (٧/ ٩٨) به.
وقال البيهقي في الكبرى (٧/ ١٥٤): "وَرَوَاهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ مُرْسَلًا".
وقال النَّسائيُّ بعد الحديث رقم (٣٢٢٩): "هذا الحديثُ ليْسَ بِثَابتٍ، وعبدُ الكريم ليَس بالقويِّ، وهارونُ بنُ رئابٍ أثبتُ منه، وقد أرسل الحديث، وهارُونُ ثقةٌ، وحديثُه أَوْلَى بِالصَّواب مِنْ حَديث عَبد الكريم".
وللحديث شاهِدٌ مِنْ حَدِيث جابر بن عبد الله : أخْرَجه ابن عدي في الكامل (٦/ ٢٤٤٥)، والطَّبراني في الأوسط (٥/ ٧٣) والبَيْهَقِيّ في الكبرى (٧/ ١٥٥)، من طريق أبي الزُّبَيْر عن جَابر به مَرْفُوعًا، وأبو الزُّبَيْر مُدَلِّس، وقَد عَنْعَنه. =

<<  <  ج: ص:  >  >>