للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَوْلُهُ: (وَقَدْ أُصْمِتَتْ)، أَيْ: لَمْ تَقْدِرْ عَلَى الكَلَامِ.

* * *

* وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى: (انْزِلْ فَاجْدَحْ لِي) (١)، قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ (٢): الجَدْحُ: ضَرْبُ الدَّوَابِّ بِالمِجْدَحِ، وَهِيَ خَشَبَةٌ لَهَا ثَلَاثَةُ جَوَانِبَ.

وَمَعْنَى قَوْلِهِ: (فَاجْدَحْ لِي)، أَيْ: اخْلِطُ لِي السَّوِيقَ بِالْمَاءِ.

* * *

* وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: (إِلَّا مَارَتْ عَلَى جِلْدِهِ) (٣)، بِالرَّاءِ (٤)، الْمَوْرُ: التَّرَدُّدُ، يُقَالُ: مَارَ الدَّمُ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ يَمُورُ، وَأَمَرَتُهُ أَنَا، وَيَقُولُونَ: لَا أَدْرِي أَغَارَ أَمْ مَارَ، أَيْ: لَا أَدْرِي أَتَى غَوْرَاءَ أَمْ دَارَ فَرَجَعَ إِلَى نَجْدٍ.

وَقَالَ أَهْلُ التَّفْسِيرِ: ﴿يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا﴾ (٥)، أَيْ: تَدُورُ دَوْرًا، وَقِيلَ: تَجِيءُ وَتَذْهَبُ.

وَقَوْلُهُ: (فَلَا يُنْفِقُ شَيْئًا إِلَّا مَارَتْ عَلَى جِلْدِهِ)، أَيْ: ذَهَبَتْ وَجَاءَتْ، وَيُقَالُ: مَارَ: جَرَى، وَمَارَ: اضْطَرَبَ.

وَفِي حَدِيثِ عِكْرِمَةَ: (لَمَّا نُفِخَ فِي آدَمَ الرُّوحُ، مَارَ فِي رَأْسِهِ،


(١) حديث (رقم: ٥٢٩٧).
(٢) ينظر العين للخليل بن أحمد (٣/ ٧٣)، ومجمل اللغة لابن فارس (ص: ١٢٤).
(٣) حديث (رقم: ٥٢٩٩).
(٤) هكذا ذكره ابن بطال في شرحه (٧/ ٤٥٦)، وينظر: فتح الباري لابن حجر (٩/ ٤٣٨)، وعمدة القاري (٢٠/ ٢٨٩).
ووقع في مطبوع ابن بطال (مادَت) فهو تصحيف!!
(٥) سورة الطور، الآية: (٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>