قال الحاكم: "هذا حدِيثٌ صحيحُ الإسنادِ، ولم يُخرجاه!! " كذا قال، وخُصَيْفٌ هذا قال فيه الحافظ في التقريب: صَدُوقٌ سَيِّءُ الحِفْظِ. وله شاهدٌ مَوْقُوفٌ عن أنسِ بن مَالكٍ ﵁: أَخْرَجَه الحاكمُ في المستدرك (٤/ ٢٦٣) من طريقِ مُوسَى بن إسماعيل عَن حَمَّاد بن سَلَمَة عن ثابتٍ عن أَنَسٍ بِه موقوفا. قال الحاكم: "صحيحُ الإِسْناد على شَرْطِ مُسلِم، وإنْ كان موقوفًا فإنَّ إسنادَه صحيحٌ بِمرَّة"!! قلت: وقد اخْتُلِف فيهِ على حَمَّادِ بن سَلَمة، فَرواهُ مُوسى بنُ إِسْماعيل كَمَا ذُكِرِ، وخَالَفَه هُدْبَة بنُ خَالِدٍ: فَرَواهُ عنه عَن ثَابِتٍ عن أَنَسٍ أَنَّ رسولَ اللهِ ﷺ، فَذَكَرِهِ مَرْفُوعًا. أخرجَهُ ابن حِبَّان في صحيحه، كما في الإحسان (١٤/ ٣٧)، والضياء المقدسي في المختارة، (رقم: ١٦٦٧) عن هُدْبَة به. والخَطأ فِيه مِن حَمَّاد بن سَلَمَة؛ لأنَّه سَاءَ حِفْظُه، فَصَار مَرَّةً يَرْفَعُه، ومَرَّةً يُوقِفُه، ورِوَايَة الرَّفْعِ أَوْلى، ويَشْهَد لِذَلِك حديثُ أبي هُرَيرة ﵁، ورُوِي عنه من طرق: أ - طريق حَفْصِ بن عَاصم: أخرجه ابن أبي عاصم في السُّنَّة (١/ ٩٠)، وابن حبان في صحيحه (١٤/ ٣٦) من طريق مُبَارك بن فَضَالة عن عُبَيد الله بن عمر عن خُبَيْبِ بن عَبْدِ الرَّحمن عن حَفْصِ بن عَاصم عن أبي هريرة مرفوعا نحوه. ومُبَارك بنُ فَضالة صدُوقٌ يُدَلِّس ويُسَوِّي، لكنَّه صَرَّح بالتَّحْدِيث عندَ ابن أَبِي عَاصِمٍ. ب - طريق سعيد المقبري عنه: أخرجه الترمذي (رقم: ٣٣٦٨)، والنسائي في الكبرى (٦/ ٦٣)، وابن أبي عاصم في السنة (١/ ٩١)، وابن حبان في صحيحه (١٤/ ٤٠)، والحاكم في المستدرك (١/ ٦٤) و (٤/ ٢٣٣) من طريق الحارث بن عبد الرحمن عن سعيد المقبري عنه به مرفوعا، قال الترمذي: "حديثٌ حسنٌ غريبٌ مِن هذا الوَجه"، وصَحَّحه الحاكِمُ عَلَى شَرْط مُسْلِمٍ. ج - طريق أبي صَالح ذَكْوان السَّمَّان عنه: أخرجه ابن سعد في الطبقات (٢/ ١٨٠)، والحاكم في المستدرك (٢/ ٥٨٥). قال ابن سعد: "حسنٌ صحيحٌ، وقد رُويَ مِن غير وجه عَن أبي هُرَيرة"، وقال الحاكِمُ: "صَحِيحٌ على شرط مُسلِم". د - طريق عَامر الشَّعبي عنه: أخرجَهُ الحاكِم في الْمُسْتَدرك (١/ ٦٤) من طريقِ مَخْلَد بن مالِكٍ =