للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِنَّهَا تَصْدِيقٌ وَارْتِضَاءٌ، كَأَنَّهُ قَالَ صَدَقْتَ.

وَفِي رِوَايَةٍ: (إِيهٍ) بِكَسْرِ الهَاءِ وَالتَّنْوِينِ، وَهِيَ كَلِمَةُ اسْتِزَادَةٍ، وَمَعْنَاهُ: زِدْنِي مِنْ هَذَا الكَلَامِ.

وَقَدْ تَأْتِي (إيهًا) بِمَعْنَى: كُفَّ، وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ لِأُصَيلٍ الغِفَارِيِّ: (إِيهًا أُصَيْلُ) (١) أَيْ: كُفَّ.

وَقَوْلُهُ: (ظَاهِرٌ عَنْكَ عَارُهَا)، أَيْ: لَا عَارَ فِيهِ عَلَيَّ، أَيْ: لَا بَأْسَ بِهَذَا القَوْلِ.

وَهَذَا الكَلَامُ مِصْرَاعُ بَيْتٍ لِلْهُذَلِيِّ، قَالَ (٢): [من الطَّوِيل]

وَعَيَّرَهَا الوَاشُونَ أَنِّي أُحِبُّهَا … وَتِلْكَ شَكَاةٌ ظَاهِرٌ عَنْكَ عَارُهَا

أَيْ: مُرْتَفِعٌ عَنْكِ عَارُهَا، أَيْ: لَا تَعْلَقُ بِكِ، وَالظُّهُورُ هَا هُنَا بِمَعْنَى الصُّعُودِ.

* * *

* وَقَوْلُهُ (أَضُبًّا) (٣)، جَمْعُ ضَبٍّ، وَهُوَ جَمْعُ قِلَّةٍ.

وَقَوْلُهُ: (كَالمُتَقَذِّرِ)، يُقَالُ: تَقَذَّرْتُهُ وَاسْتَقْذَرْتُهُ، أَيْ: وَجَدْتُهُ قَذِرًا، يُقَالُ: هُوَ قَذِرٌ بَيِّنُ القَذَرِ، وَالقَذَرُ: ضِدُّ النَّظَافَةِ، وَقَذِرْتُ الشَّيْءَ قَذَرًا إِذَا كَرِهْتُهُ، قَالَ (٤): [من الرَّجَز]


(١) لم أَقِف عليه مُسْندًا، والحديثُ ذكَرَه صاحبُ الغَرِيبين (١/ ١٢٨)، وابن الأثير في النهاية في غريب الحديث (١/ ٨٧).
(٢) البيت: لأبي ذؤيب الهذلي كما في شرح أشعار الهذليين (١/ ٢١).
(٣) حديث (رقم: ٥٣٨٩).
(٤) البيتُ للعَجَّاج، وهو في دِيوانَه (١/ ٣٣٢)، والرِّواية فيهِ: (وَقَذَري مَا لَيْسَ بِالْمَقْذُور).

<<  <  ج: ص:  >  >>