للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَيُسَمَّى فِي اليَوْمِ السَّابِعِ، وَيُخْتَارُ لَهُ أَحْسَنُ الأَسْمَاءِ.

وَالثَّالِثُ: أَنْ يُخْتَنَ فِي اليَوْمِ السَّابِعِ إِنْ قَوِيَ بَدَنُهُ عَلَى ذَلِكَ.

وَمَنْ أَثْبَتَ رِوَايَةَ هَمَّامٍ أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ: (يُدْمَى فِي السَّابِعِ) (١)، قَالَ: يَعْنِي: الخِتَانَ، وَقِيلَ: (يُدْمَى) أَيْ: يُلَطَّخُ بِالدَّمِ.

وَقِيلَ: هَذَا وَهَمٌ مِنْ هَمَّامٍ، لِأَنَّ الرِّوَايَةَ: (يُسَمَّى)، قَالَ سَلَّامُ بنُ أَبِي مُطِيعٍ (٢):


= مُحَمدا لم يُدْرِك جَدَّ أبيه".
ويشهدُ له ما أخرجه عبد الرزاق (٤/ ٣٣٣) عن ابن جريج قال: سمعت محمَّد بن عَليٍّ يقول: (كَانت) فَاطمَةُ ابنَةُ رَسُولِ اللهِ لا يُولَدُ لها وَلَدٌ إِلَّا أَمَرَتْ بِهِ، فحُلِقَ، ثُمَّ تَصَدَّقَتْ بِوَزْنِ شَعْرِهِ، وَرِقًا، قالت: وكان أبي يفعل ذلك).
(١) أخرجه أبو داود (رقم: ٢٨٣٩) من طريقِ حَفْصٍ بن عُمَر، عن همَّامِ بن يَحْيى، قال: ثنا قَتَادة عن الحسن عن سَمُرة به مرفوعا: (كُلُّ غُلام رهينةٌ بِعَقيقَته تُذْبحُ عنه يَوْمَ السَّابع، ويُحلَقُ رَأْسُه وَيُدْمَى).
فَكان قتادةُ إذا سُئِلَ عن الدَّم كيف يُصنعُ به؟ قَالَ: إِذَا ذَبَحْتَ العَقيقةَ أخذت منها صُوفةٌ، واسْتَقْبلتَ بِهِ أَوْدَاجَها، ثُمَّ تُوضعُ على يافوخِ الصَّبيِّ حَتَّى يَسِيلَ على رأسِه مِثل الخَيط، ثُمَّ يُغْسَلُ رَأْسُهُ بَعْدُ وَيُحْلَقُ. قال أبو داود: وَهَذَا وَهَمٌ مِنْ هَمَّامٍ (يُدْمَى).
وقال أبو داود: "خُولِف هَمّامٌ في هَذا الكلام، وهو وهمٌ من هَمَّام، وإِنَّما قالوا: (يُسَمَّى)، فقال همَّامٌ: (يُدْمَى)، وليس يُؤخذُ بهذا".
(٢) ينظر المصدر السابق، حديث (رقم: ٢٨٤٠).
وقال الحافظُ ابن حَجَرٍ ردًّا على هذا الكلام في كتابه التلخيص الحبير (٤/ ١٤٦): (قلت: يدُلُّ على أنَّه ضَبَطَها: أنَّ في رواية بَهزٍ عنه ذكر الأَمرينِ: التَّدمية والتَّسمية، وفيه: أَنَّهم سألوا قَتادة عن هَيئة التَّدمية؛ فَذكرها لَهُم، فكيف يكونُ تَحريفًا من التَّسمية، وهو يَضْبِطُ أنَّه سأل عن كيفيّة التَّدْمِيَةِ؟!).
قلت: وروايةُ بهزٍ الَّتي أَشَارَ إليها الحافِظُ أخرجها أحمدُ في المسند (٥/ ٨) من طريق يزيدَ بن هَارون عن سعيدٍ وبَهْزِ بن أَسَد ثنا همام عن قتادة عن الحسن عن سمرة به. =

<<  <  ج: ص:  >  >>