ويشهدُ له ما أخرجه عبد الرزاق (٤/ ٣٣٣) عن ابن جريج قال: سمعت محمَّد بن عَليٍّ يقول: (كَانت) فَاطمَةُ ابنَةُ رَسُولِ اللهِ ﷺ لا يُولَدُ لها وَلَدٌ إِلَّا أَمَرَتْ بِهِ، فحُلِقَ، ثُمَّ تَصَدَّقَتْ بِوَزْنِ شَعْرِهِ، وَرِقًا، قالت: وكان أبي يفعل ذلك). (١) أخرجه أبو داود (رقم: ٢٨٣٩) من طريقِ حَفْصٍ بن عُمَر، عن همَّامِ بن يَحْيى، قال: ثنا قَتَادة عن الحسن عن سَمُرة به مرفوعا: (كُلُّ غُلام رهينةٌ بِعَقيقَته تُذْبحُ عنه يَوْمَ السَّابع، ويُحلَقُ رَأْسُه وَيُدْمَى). فَكان قتادةُ إذا سُئِلَ عن الدَّم كيف يُصنعُ به؟ قَالَ: إِذَا ذَبَحْتَ العَقيقةَ أخذت منها صُوفةٌ، واسْتَقْبلتَ بِهِ أَوْدَاجَها، ثُمَّ تُوضعُ على يافوخِ الصَّبيِّ حَتَّى يَسِيلَ على رأسِه مِثل الخَيط، ثُمَّ يُغْسَلُ رَأْسُهُ بَعْدُ وَيُحْلَقُ. قال أبو داود: وَهَذَا وَهَمٌ مِنْ هَمَّامٍ (يُدْمَى). وقال أبو داود: "خُولِف هَمّامٌ في هَذا الكلام، وهو وهمٌ من هَمَّام، وإِنَّما قالوا: (يُسَمَّى)، فقال همَّامٌ: (يُدْمَى)، وليس يُؤخذُ بهذا". (٢) ينظر المصدر السابق، حديث (رقم: ٢٨٤٠). وقال الحافظُ ابن حَجَرٍ ردًّا على هذا الكلام في كتابه التلخيص الحبير (٤/ ١٤٦): (قلت: يدُلُّ على أنَّه ضَبَطَها: أنَّ في رواية بَهزٍ عنه ذكر الأَمرينِ: التَّدمية والتَّسمية، وفيه: أَنَّهم سألوا قَتادة عن هَيئة التَّدمية؛ فَذكرها لَهُم، فكيف يكونُ تَحريفًا من التَّسمية، وهو يَضْبِطُ أنَّه سأل عن كيفيّة التَّدْمِيَةِ؟!). قلت: وروايةُ بهزٍ الَّتي أَشَارَ إليها الحافِظُ أخرجها أحمدُ في المسند (٥/ ٨) من طريق يزيدَ بن هَارون عن سعيدٍ وبَهْزِ بن أَسَد ثنا همام عن قتادة عن الحسن عن سمرة به. =